دفع الجيش التركي بتعزيزات عسكرية كبيرة ليل الأربعاء ـ الخميس إلى الأراضي السورية عبر معبرَي تل أبيض وباب السلامة، وسط تصعيد عسكري كبير بين الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية من جهة وقوات سورية الديموقراطية (قسد) من جهة أخرى في مناطق شمال سورية.

وقال قائد عسكري فيما يعرف بـ «الجيش الوطني» السوري الموالي لأنقرة: «دخلت تعزيزات عسكرية كبيرة تابعة للجيش التركي من معبر باب السلامة الحدودي في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، وتوجهت إلى القواعد التركية، كما دخل رتل آخر من معبر تل أبيض بريف الرقة الشمالي، واتجه الرتل إلى مناطق جنوب تل أبيض».

Ad

ويأتي دخول التعزيزات العسكرية التركية إلى سورية بعد التصعيد الذي شهدته مناطق شمال سورية بين فصائل المعارضة الموالية لتركيا وبين «قسد».

وقال سكان محليون في مناطق ريف تل أبيض الغربي إن الجيش التركي وفصائل المعارضة أطلقوا عشرات القذائف على عدة قرى غرب تل أبيض الخاضعة لسيطرة «قسد».

وقال طبيب في مستشفى تل أبيض: «قتل 4 أشخاص وأصيب 7 آخرون بينهم اثنان في حالة حرجة، وتم تحويل أحد المصابين إلى المشافي التركية». وأصدر المركز الإعلامي لـ «قسد» بياناً دان فيه «القصف التركي الوحشي».

وقالت «قسد»، اليوم، إن هجوما جديدا تهدد تركيا بشنه في شمال سورية سيسبب أزمة إنسانية ويقوض حملتها ضد تنظيم داعش. وناشد مظلوم عبدي القائد العام لـ «قسد» كل الأطراف «منع أي مآس جديدة ودعم خفض التصعيد»، محذرا من أن هجوما جديدا من شأنه أن يؤدي إلى موجات نزوح جديدة في الصراع السوري المستمر منذ 11 عاما.

وتعهدت تركيا، التي شنت 4 عمليات في شمال سورية منذ 2016، بشنّ توغل عسكري جديد ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية، وهي المكون الرئيسي لـ «قسد»، التي تسيطر على مناطق واسعة من الشمال السوري على الحدود التركية.

وأعربت واشنطن عن قلقها قائلة إن أي هجوم جديد سيعرض القوات الأميركية التي لها وجود في سورية للخطر ويقوّض الاستقرار الإقليمي. وأثناء زيارة لبلدة هاتاي التركية بالقرب من الحدود السورية، اليوم، أكدت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا غرينفيلد، مجددا، معارضة واشنطن لأي عمل عسكري.

وطالبت السفيرة بالإبقاء على آخر معبر حدودي يتيح نقل المساعدة الى شمال سورية والمهدد بالإغلاق من قبل موسكو، معبّرة عن قلقها من مخاطر «تفاقم معاناة» ملايين الأشخاص.

ينتهي السماح باستخدام نقطة العبور هذه الساري منذ 2014 في 10 يوليو، وسيتطلب تصويتا بمجلس الأمن في مطلع يوليو، تهدد موسكو بعرقلته عبر استخدام حق النقض (الفيتو).