انطلاق احتفالات اليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث
62 % من البريطانيين يريدون استمرار النظام الملكي و50 % يؤيدون تشارلز
اتجهت الأنظار، اليوم، إلى شرفة قصر باكينغهام مع إطلاق الملكة إليزابيث الثانية الاحتفالات في ذكرى مرور 70 عاما على اعتلائها العرش، وهي مدة قياسية في مرحلة انتقالية للعائلة الملكية البريطانية.وعلّقت الأعلام والصور العملاقة في شوارع المملكة المتحدة برمّتها، فيما نصب عشاق العائلة الملكية الخيم في لندن ليكونوا في الصفوف الأمامية للاحتفالات باليوبيل البلاتيني لأشهر ملكة في العالم، التي باتت صحتها تتراجع وهي في سن السادسة والتسعين.وفي بلد أمضى السنوات الأخيرة ممزقا بشأن «بريكست»، وعانى في الصميم جائحة كوفيد- 19 وعمليات الحجر الصارمة، ويواجه الآن ارتفاعا كبيرا في الأسعار، توفر هذه الأيام الأربعة متنفسا ضروريا.
وفي رسالة خطية، قالت الملكة والقائدة العليا لـ 15 بلدا من المملكة المتحدة إلى كندا مرورا بنيوزيلندا «آمل أن تشكل الأيام المقبلة فرصة للتفكير فيما أنجز خلال السنوات السبعين، مع التطلع إلى المستقبل بثقة وحماسة».ولم يسبق لأي عاهل بريطاني أن جلس على العرش هذه الفترة الطويلة. ومن غير المرجح أن يحقق أي ملك آخر ذلك. فالأمير تشارلز وريث العرش عمره 73 عاما فيما نجله وليام سيحتفل بعمر الـ 40 قريبا.وتنطلق الاحتفالات التي ستتخللها عروض ومسيرات وحفلة موسيقية كبيرة، بعرض عسكري سنوي يُعرف باسم «تروبينغ ذي كولور»، بمشاركة الأمير تشارلز على صهوة حصان، على غرار ما كانت تفعل والدته فيما ستحلّق طائرات في الأجواء.وستخرج الملكة مرتين إلى شرفة قصر باكينغهام، إحدى أشهر الشرفات في العالم، حيث تحتفل العائلة الملكية بالأحداث المهمة منذ القرن التاسع عشر.وسيقف إلى جانبها الأفراد الرئيسيون النشطون في العائلة وأطفالهم. ولن يكون بين هؤلاء الأمير هاري وزوجته ميغن اللذان سيتابعان العرض من مبنى آخر. وسيغيب أيضا الأمير أندرو نجل الملكة الذي دفع ملايين الدولارات لحفظ شكوى ضده بارتكاب اعتداء جنسي.وقد تأكد خروج الملكة إليزابيث إلى الشرفة مساء الأربعاء فقط، خصوصا أن مشاركة الملكة في مناسبات عامة باتت قليلة. وتثير صحة إليزابيث الثانية قلقا في الفترة الأخيرة، فقد ادخلت المستشفى في أكتوبر، حيث أمضت ليلة، وألغت كل مشاركتها تقريبا في مناسبات رسمية، وحلّ مكانها الأمير تشارلز. وقد ألقى نيابة عنها للمرة الأولى خطاب افتتاح الدورة الجديدة البرلمان. وتواجه الملكة صعوبة في المشي، وتستعين بعصا.وكانت الملكة المؤمنة جدا، قد تعهدت في سن الحادية والعشرين بتكريس «حياتها كاملة» لخدمة البريطانيين، ولا يبدر عنها أي مؤشر على أنها ستتخلى عن العرش قريبا. وقد شاركت في الفترة الأخيرة في مناسبات عدة بشكل مفاجئ، ولا سيما معرض تشيلسي الشهير للزهور في لندن على عربة كهربائية.وشهدت العائلة الملكية أزمات عدة فيما تواجه انتقادات متزايدة، ولا سيما في المستعمرات السابقة بشأن الماضي الاستعبادي للامبراطورية البريطانية. وبعد باربادوس العام الماضي، قالت جامايكا إنها تريد قطع الروابط مع العرش البريطاني لتتحول إلى جمهورية.في المملكة المتحدة لا تزال الملكة تتمتع بشعبية كبيرة مع نسبة تأييد تصل إلى 75 بالمئة، وفق ما أفاد معهد يوغوف لاستطلاعات الرأي، فيما الأمير تشارلز يحظى بتأييد 50 بالمئة من السكان.وجاء في نتائج الاستطلاع أن 62 بالمئة يريد استمرار النظام الملكي، إلا أن الرأي منقسم في صفوف فئة 18-24 عاما (33 بالمئة مؤيد و31 بالمئة معارض). ويرى 39 بالمئة من البريطانيين فقط أن العائلة الملكية ستستمر لمئة سنة إضافية.في هذه المرحلة الانتقالية الزاخرة بالتساؤلات، توفر الاحتفالات بيوبيل الملكة وقتا مستقطعا يركز على شخصية الملكة، فبعد الظهور على شرفة قصر باكينغهام، ستشارك مساء في مراسم تضاء خلالها لوحات ضوئية من قصر ويندسور غرب لندن، حيث باتت تقيم.ويقام الجمعة قداس شكر في كاتدرائية القديس بولس في لندن، بمشاركة كل أفراد العائلة، بمن فيهم هاري وزوجته ميغن والأمير أندرو.والسبت ستغيب الملكة عن سباقات دربي ابسوم للخيول، وفق ما ذكرت الصحف رغم شغفها الكبير.ويلي ذلك حفلة موسيقية كبيرة ستتابعها الملكة عبر التلفزيون، تقام في قصر باكينغهام بمشاركة 22 ألف شخص وفنانين من أمثال أليشا كيز وديانا روس.والأحد سيسير 10 آلاف شخص في شوارع لندن. وسيشارك ملايين البريطانيين في آلاف المآدب الاحتفالية في الأحياء واحتفالات في الشوارع، تكريما للملكة التي تعالت على الأزمات وعاصرت العهود المختلفة بقوة وعزيمة لافتة.