عادت مؤشرات الأسهم الأميركية إلى تسجيل خسائر أسبوعية مجدداً بعد تراجعها أمس ، بعد أن أدى تقرير عن الوظائف إلى تقويض آمال توقف سياسات التشديد المالي لمجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي والضرورية لخفض التضخم، الذي وصل إلى أعلى مستوياته منذ عقود.

وفي وقت سابق، أظهر تقرير وزارة العمل ارتفاع الوظائف في القطاع غير الزراعي 390 ألف وظيفة الشهر الماضي وزيادة الأجور على الرغم من ثبات معدل البطالة عند 3.6 في المئة وكلها علامات على سوق عمل ضيق.

Ad

وتوقع الاقتصاديون الذين استطلعت "رويترز" آراءهم ارتفاع وظائف القطاع غير الزراعي بواقع 350 ألف وظيفة.

وعلى الرغم من أن تقرير الوظائف كان مطمئناً للوضع الحالي للاقتصاد، فقد ركز المستثمرون بشكل أساسي على تأثيره المحتمل على سياسة البنك المركزي.

وبحسب بيانات أولية، هبط المؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي 68.42 نقطة أو1.64 في المئة ليغلق على 4108.40 نقاط، في حين تراجع مؤشر ناسداك المجمع 305.50 نقاط أو2.48 في المئة إلى 12011.40. وانخفض المؤشر داو جونز الصناعي 351.39 نقطة أو 1.06 في المئة إلى 32896.89.

في السياق ذاته، هوت أسهم شركة "تسلا" الأميركية العملاقة بأكثر من 9 في المئة أمس بعد أنباء عن أن الرئيس التنفيذي إيلون ماسك يخطط لتجميد التوظيف وخفض القوة العاملة بنحو 10 في المئة في الشركة العملاقة التي تنتج السيارات الكهربائية، وهو ما أشاع أجواءً من التشاؤم بشأن أداء الشركة ومستقبلها.

وخفض باحثون ماليون تقديراتهم لتسليم سيارات "تسلا"، مشيرين إلى تأثيرات عمليات الإغلاق الصارمة التي تسبب بها وباء "كوفيد 19" والتي أعاقت الإنتاج في مصنع "تسلا" في شنغهاي.

وقال تقرير نشرته شبكة "سي إن بي سي" الأميركية، إن ماسك بعث برسالة عبر البريد الإلكتروني في وقت متأخر من يوم الخميس إلى المديرين التنفيذيين في "تسلا" قائلاً إن لديه "شعوراً سيئاً جداً" بشأن الاقتصاد ودعا إلى الاستغناء عن الوظائف.

وجاءت هذه المعلومات في أعقاب الأخبار عن مطالبة ماسك لجميع موظفي "تسلا" و"سبيس إكس" بوقف العمل عن بُعد، والعودة للعمل في المكتب الرئيسي لمدة لا تقل عن 40 ساعة في الأسبوع.

ووفقاً لملفها المالي السنوي قامت "تسلا" والشركات التابعة لها بتوظيف 99 ألفاً و290 شخصاً حول العالم بحلول نهاية العام الماضي 2021.

وانخفضت أسهم "تسلا" بأكثر من 25 في المئة هذا العام وسط عمليات بيع واسعة النطاق في مجال التكنولوجيا.

ومثل شركات صناعة السيارات الأخرى، كانت "تسلا" تتعامل مع نقص قطع الغيار ومشاكل سلاسل التوريد التي تفاقمت بسبب جائحة كورونا المستمرة والغزو الروسي لأوكرانيا.

وتقول "سي أن بي سي" إن "تسلا" تحاول أيضاً التعافي من تأثير عمليات الإغلاق الصارمة لكورونا في شنغهاي، حيث يقع مصنعها في الصين، مما أعاق بشكل كبير إنتاج سياراتها.

ويوم الجمعة قلص باحثون في مجال الأسهم تقديراتهم للتسليم في الربع الثاني من العام لشركة تسلا مع وضع تأثيرات الصين في الاعتبار.

وكانت "تسلا" تهدف إلى زيادة مبيعات السيارات بنسبة 50 في المئة في عام 2022، وكتب أوزبورن: "نتوقع أن تشير تسلا إلى التحديات في تحقيق هدفها المعلن المتمثل في نمو التسليم بنسبة 50 في المئة تقريباً في عام 2022.. نحن الآن نتوقع 1.28 مليون مركبة لهذا العام مقابل 1.35 مليون سابقاً".