أعلنت الشبكة الوطنية الكويتية لرصد الزلازل التابعة لمعهد الكويت للأبحاث العلمية تسجيل زلزال بقوة 5 درجات على مقياس ريختر جنوب غرب الأحمدي في منطقة «الصبيحية»، في تمام الساعة 04:28:02 صباحاً بتوقيت الكويت، وعلى عمق 5 كيلومترات بباطن الأرض، وشعر به العديد من المواطنين والمقيمين في أنحاء البلاد تسبب بحالة هلع، وعبر الكثيرون عن خوفهم من خلال رسائل في وسائل التواصل الاجتماعي.

وأكد رئيس الشبكة د. عبدالله العنزي لـ«الجريدة»، أن الزلزال، الذي تم رصده فجر أمس، كان بقوة 5 درجات على مقياس ريختر، وهذا الرقم يسجل لأول مرة لزلزال يقع داخل حدود الكويت، موضحاً أنه وقع على عمق 5 كيلومترات في منطقة جنوب غرب الأحمدي «الصبيحية».

Ad

وقال العنزي، إن الشبكة سبق أن سجلت زلازل حدث في وقت سابق وكانت في حدود 4.8 و4.5 درجات وأقل في مناطق المناقيش وأم قدير والصابرية، لافتاً إلى أنها المرة الأولى التي تصل فيها قوة الزلازل إلى هذه الدرجة. وبين أن الزلازل عادة ما تعود أسبابها إلى أنشطة تكتونية وقد تكون لأسباب وأنشطة بشرية أحياناً.

وأشار إلى أنه يمكن أن يكون للأنشطة البترولية علاقة بالموضوع، لافتاً إلى أن الشبكة لها تواصل وتنسيق مع شركات النفط وسيتم بحث مثل هذه الأمور.

وأفاد بوجود لجنة مشتركة مع الإدارة العامة للإطفاء والدفاع المدني للاستجابة للطوارئ وهناك تنسيق مع العديد من الجهات في الدولة في حالات رصد الزلازل والكوارث الطبيعية.

خطة متكاملة

من جانبها، شددت خبيرة علم الزلازل رئيسة قسم علوم الأرض والبيئة بكلية العلوم بجامعة الكويت د. فريال بوربيع على أهمية إعداد خطة حكومية متكاملة للتعامل مع الكوارث الطبيعية ومنها الزلازل، لافتة إلى ضرورة تحديد عناصر الزلازل ومدى تكرارها ودراستها بشكل دقيق لاسيما في المناطق التي تكثر فيها بالمناطق الشمالية والجنوبية.

وقالت بوربيع لـ«الجريدة»، إن الدولة يجب أن تهتم بوضع خطط تتعلق ببناء المدن السكنية الجديدة وخصوصاً الواقع قرب أماكن حدوث الزلازل المتكررة بحيث يتم وضع معايير ومواصفات خاصة للبناء هناك، إضافة إلى الاهتمام بالجانب التوعوي للمجتمع في كيفية التعامل مع الكوارث الطبيعية ومنها الزلازل وتعريفهم بالسلوك الأمثل للتعامل معها.

وبينت أن أقوى زلازل سجلت في الكويت كان عام 1993 بدرجة 4.7 درجات على مقياس ريختر والزلزال الذي سجل أمس كان ثاني أكبر زلزال في الكويت «بواقع 4.6 درجات»، موضحة أن الزلازل التي نشهدها هي عبارة عن نتيجة تصادم الطبقات التكتونية العربية مع الطبقات التكتونية الإيرانية ونتيجة لهذا التصادم تتأثر الصخور في طبقات الأرض وتتكسر فتحدث الاهتزازات الأرضية التي نشهدها.

وذكرت أن الزلزال الذي حصل أمس، تزامن مع زلزال في منطقة تبعد عن مدينة «دزفول» الإيرانية 34 كيلومتراً وفي نفس التوقيت، مما يؤكد أنه حدث لأسباب تكتونية نتيجة تصادم الطبقات التكتونية الإيرانية والعربية.

وأضافت أن النشاط الزلزالي في الكويت ليس حديثاً إنما هو قديم إذ إن تضاريس جال الزور وحيد الأحمدي ووادي الباطن كلها شواهد على حدوث زلازل قديمة، مبينة أنه يمكن أن تحصل زلازل بدرجة أقوى في منطقتنا مستقبلاً.

وأشارت إلى أن الأنشطة البترولية والسيول التي حصلت في الفترة الأخيرة يمكن أن تكون سبباً في تعجيل حدوث الصدوع وبالتالي وجود اهتزازات ارضية، مؤكدة أن الزلازل التي تحدث نتيجة الحركة التكتونية قديمة وهي موجودة منذ 25 مليون سنة.

فهد الرمضان