التخمين في دولة السماري
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
دعونا نقرر بأننا يقيناً نراوح في مستنقع التخمين والقرار النهائي هو بيد أصحاب الأمر والنهي، الذين يرون أن الأمور تجاوزت حدودها، ولا يمكن الصبر عليها في قضايا المساءلة السياسية والاستجوابات وغياب الإصلاح الاقتصادي، طبيعي كلمة الإصلاح مثل الثقوب السوداء الكونية تتسع وتمتص كل ما يقترب منها ويدخل بالتالي في عالم مجهول - فهل يعني الإصلاح الخصخصة دون حدود كما يفكر أهل اليمين، أم يعني خصخصة بعض الأنشطة دون غيرها، أم أنه إصلاح المرفق العام المتكلس ببيروقراطيته واتكاليته الريعية كما يقول أهل اليسار؟ مسألة محيرة، لا بد أن أهل البخاصة محتارون فيها، هذا إذا كنا متفائلين بأن الحيرة والتفكير بالقضية نقطة إيجابية للسلطة، فهذا يعني أنها تفكر وتقلق، وهذا أضعف الإيمان.كيف ستنتهي الأمور، لا نعلم، وما دمنا لا نعلم، ولا توجد إرادة شعبية تحسم وتستبعد حالة «التخمين»، فلنقر عندها أنه لا توجد ديموقراطية ولا دستور حقيقي ولا ديموقراطيون جديون يؤمنون بالرأي الآخر وبحقوق الأقلية وحقوق الإنسان كما يمليها الفكر العقلاني، ونحن نحيا بحالة من الضياع، وليس لنا غير أن نشكر القدر على صدفة البترول وتضخم أسعاره اليوم، فلولاه لبدت عورات مدمرة لإدارة هذا البلد السائر في عالم المجهول.