ليس لهذه الإنسانة مثال... ليس لها شبيه.. إنها نموذج نادر إنها الأخت العزيزة «عزيزة»
لقد عاشرت عزيزة منذ السبعينيات... وطوال هذه السنوات وحتى وفاتها، لم تتغير عزيزة، لا بالكلمة ولا بالموقف، لم تعرف النميمة، ولا الكذب، ولا النفاق...عزيزة، جاءت إلى الدنيا نقية، ورحلت عنها إلى ربها وهي في قمة النقاء والصفاء والتصالح مع نفسها والآخرين... شديدة الإيمان بالقدر، صالحة، تشيع الأمل والتفاؤل حولها بكلماتها الرقيقة وصوتها العذب الحنون. كانت إنسانة لا تهمها المظاهر، ولا تعرف العداوة.عزيزة، كانت وطنية تحب وطنها الكويت، وهو من أسمى وأغلى معاني الحب التي لمستها فيها. كانت تتمنى أن تعود الكويت كما كانت في الماضي، منارة العدل والحكم والمساواة، وحرية اتخاذ القرارات والعمل لخدمة الوطن الغالي.
كانت عزيزة، كما هو الحال مع غالبية أبناء الوطن المخلصين، تتطلع إلى عودة الوطن الغالي، وشعرت بأوجاعه وعاشتها معنا. كلامها عن وطنها دون توقف، حبها وآمالها له غير مشروطة. لم تغادر الابتسامة وجهها أبداً... جاءت بابتسامة، ورحلت عنا إلى ربها بابتسامة... عزيزة إنسانة يحزن لفراقها كل من عرفها...لديها العديد من الإخوة الرجال في الكويت والخليج وحول الوطن العربي، فهي أخت الرجال، وأخت لنا نحن نساء الكويت اللاتي عرفنها... لا يمكن أن ننسى عزيزة البسام التي زرعت بكلماتها الأمل والحب بيننا ومن حولها.عزيزة هي الطبيبة التي تعالج النفس.... عزيزة هي المحامية التي تدافع عن الناس إذا ظلموا... هي الإنسانة المثقفة التي تتكلم بكل صراحة وعمق، لغزارة الثقافة التي تمتعت بها ومارستها. وكثير من الرجال الذين يعتبرون إخوة لها وأقرب الصديقات لها يعرفونها بهذه الصفات ولمسوها فيها. وفي الواقع، فإن هذه الإنسانة لا تحتاج إلى أي تكريم، لأن تكريمها من رب العالمين - الذي هو أكبر- أفضل تقدير... زرع حبها في قلوب كل من عرفها وعاشرها.رحم الله عزيزة، وغفر لها وتقبلها بصفاتها... وعزاؤنا للوطن الغالي بفقدان صوت محب له.غادرتنا عزيزة البسام بجسدها، وستبقى روحها وصفاتها وكلماتها ووجها المبتسم بيننا.لن ننسى عزيزة البسام رحمة الله عليها.(إنا لله وإنا إليه راجعون).