علي خامنئي ينتقد احتجاجات الغلاء ويشرّع مصادرة الناقلات
● «مجاهدي خلق» تخترق بلدية طهران عشيّة ذكرى وفاة الخميني
● بوريل: فرص إحياء الاتفاق النووي تراجعت
● بوريل: فرص إحياء الاتفاق النووي تراجعت
في أول تعليق له على الاحتجاجات المتواصلة منذ شهر، ضد الغلاء وتردّي الأوضاع المعيشية والفساد، والتي ذكرت بموجة الاضطربات الأوسع التي شهدتها إيران عام 2019، شنّ المرشد الإيراني علي خامنئي هجوماً لاذعاً على المتظاهرين، وقال إن «الأعداء يثيرون اضطرابات من أجل إسقاط الجمهورية الإسلامية».وأضاف خامنئي، أمس، في كلمة بمناسبة الذكرى السنوية لوفاة مؤسس الجمهورية الإسلامية روح الله الخميني: «اليوم يعتمد أهم أمل للأعداء لتوجيه ضربة لبلادنا على تأجيج احتجاجات شعبية. لكنّ حسابات الأعداء خاطئة، مثل الكثير من حساباتهم السابقة».وشدد المرشد الإيراني على أن المخطط الذي يرمي لـ «وضع الشعب في مواجهة النظام» سيفشل، عازياً «الحسابات الخاطئة» إلى «دور المستشارين الإيرانيين الخونة في الخارج، وبعض السذّج الذي يصدقون ذلك ويكررونه في الداخل».
واتهم خامنئي الولايات المتحدة وأوروبا بممارسة «ازدواجية المعايير والإبادة والعبودية»، مضيفاً أن «الغربيين يحاولون وضع قانون لحقوق الإنسان لنا، وهذا خداع». ووصف مَن يحاكي الثقافة الغربية بأنهم «رجعيون يريدون عودة النظام الملكي»، داعياً الشارع الإيراني إلى «عدم السماح للأعداء بتشويه الثورة وعدم الالتفات إلى الرجعيين في الداخل». وشدد على «عدم السماح لمن يصوّر البلاد على أنها في مأزق»، قائلاً إن «البعض في العالم الافتراضي يروجون لذلك، ولا أعلم ما اذا كان فعلهم هذا نابعاً من الجهل، أو بسبب تقاضيهم المال». وأكد أن «البلاد لا ولن تعيش مأزقاً. هذا حدث أيضاً في عهد الإمام الخميني، والبعض في الصحف تحدّثوا عن المأزق»، لكنّه قال: «إنكم أنتم في المأزق». وفي سياق حديثه عن «الحرب النفسية» للغرب ضد بلاده، أشار المرشد الإيراني إلى حادث احتجاز إيران ناقلتَي نفط يونانيتين في الخليج، قائلاً: «إنهم سرقوا نفطنا على شواطئ اليونان، ثم ردّ أبطالنا الفدائيون على ذلك واحتجزوا ناقلات نفط للعدو، لكنّهم يتهمون إيران بالقرصنة». وتساءل خامنئي: «مَن السارق؟ أنتم سرقتم نفطنا، ونحن استرجعناه، وهذا ليس سرقة». وعاد خامنئي لينشر فيديو عن عملية الاحتجاز على حسابه في «تويتر». وتشير تصريحات خامنئي إلى إقرار طهران بأن الاستيلاء على الناقلتين اليونانيتين، أواخر مايو الماضي، لم يكن لارتكابهما مخالفات بحرية، كما زعم «الحرس الثوري»، لكنّه جاء رداً على مصادرة أثينا حمولة ناقلة إيرانية بطلب من الولايات المتحدة في ظل تعقّد الجهود الدبلوماسية الرامية لإحياء الاتفاق النووي وشلل مفاوضات فيينا.
اختراق
إلى ذلك، قامت منظمة مجاهدي خلق المعارضة، أمس الأول، باختراق أنظمة بلدية مدينة طهران، ونشرت صورت على شاشات إعلانات المدينة لقائد المجموعة السابق مسعود رجوي وزوجته القائدة الحالية للمجموعة مريم رجوي، إضافة إلى شعارات ضد النظام والخميني. وفيما كانت مجموعات الهندسة في البلدية تتصدى للهجوم السيبراني قامت المجموعة نفسها، أمس، باختراق أنظمة اتصالات مطار «الإمام الخميني» الدولي بالعاصمة طهران، وعطلت أنظمة الميناء الجوي لنحو 6 ساعات.في غضون ذلك، أشار مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، أمس، إلى مباحثاته الهاتفية الأخيرة مع وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، مؤكداً أن «إمكانية إبرام اتفاق والعودة إلى الاتفاق النووي في طور التضاؤل والتراجع». وقال بوريل، عبر «تويتر»، إن إبرام الاتفاق لإحياء الاتفاق النووي «ما زال ممكناً بجهد إضافي»، معلناً عن استعداده «في أي وقت لتسهيل عملية حل القضايا العالقة المتبقية» بين طهران وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.ويأتي ذلك عشية اجتماع مهم لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، غداً، يناقش الملف النووي الإيراني، وسط توقعات بأن يمرر مسودة قرار أميركي أوروبي يوبخ سلوك طهران الذري. وأمس الأول، لوّح رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، خلال لقائه المدير العام للوكالة الدولية، رافائيل غروسي، بتحرّك منفرد، إزاء البرنامج النووي الإيراني إذا فشل المسار الدبلوماسي.