أكد الرئيس التنفيذي للخدمات المصرفية الشخصية والرقمية في بنك بوبيان عبدالله التويجري أن التطورات التكنولوجية الهائلة في عالم الخدمات المصرفية تفرض الكثير من التحديات امام البنوك في مختلف انحاء العالم، لاسيما ما يتعلق منها بالمنافسة والقدرة على جذب المزيد من العملاء.جاء ذلك خلال جلسه نقاشية ومقابلة خاصة شارك فيهما التويجري ضمن فعاليات مؤتمر SEAMLESS العالمي الذي عقد في دبي، حيث تناولت الأولى تطور وسائل الدفع في بنوك المستقبل، والأخرى التحولات التي يمكن أن تشهدها البنوك الرقمية بحلول 2030 وتأثير ذلك على العملاء.
وأوضح التويجري أن البنوك تحاول الموازنة بين الشكل التقليدي لتقديم الخدمات المصرفية من خلال الفروع وبين خدماتها التقنية وضخ المزيد من الاستثمارات في الخدمات والمنتجات المصرفية التقنية، ومن ثم زيادة شريحة عملائه المستخدمين للتكنولوجيا المصرفية.
أكبر التحديات
وحول أبرز التحديات التي تواجه العمل في ظل نظام مدفوعات غير مركزي أوضح التويجري أنها عديدة من بينها اختلاف توجهات ورؤية نظم الدفع التي تقودها الحكومة وتلك التي تقودها الشركات ونظم الدفع الموجهة إلى الأفراد، وهو ما يسبب بعض الارتباك حاليا حتى يتم دمجها من خلال دراسات حالة عملية.وأضاف أن من أبرز التحديات معايير التشغيل حيث إن أي نظام لا يتمتع بقابلية التشغيل المتبادل سوف يكون دائماً على نطاق صغير الى جانب ان تطبيق النظم الجديدة يستغرق بعض الوقت مع ملاحظة سرعة وتيرة الابتكار بحيث يصعب على العميل مواكبتها بالإضافة الى كيفية الحفاظ على خصوصية العميل وحمايته من التقلبات وتقليل معدلات الجرائم المالية والاحتيال المالي وضمان الالتزام القانوني.أين يتجه بنا المستقبل؟
واستعرض التويجري نظرته المستقبلية خلال فترة الخمس سنوات التالية وما الذي يمكن للبنك تحقيقه في المستقبل، مبيناً أنه يمكن أن تعمل البنوك كمقدم خدمات غير مباشرة من خلال الخدمات المصرفية كخدمة (BaaS) حيث تستفيد البنوك من تراخيصها وميزانيتها العمومية في تقديم منتجات من خلال أطراف أخرى.وأوضح أنه يمكن القيام بذلك من خلال التمويل المضمّن حيث تصبح الخدمات المصرفية خالية من التواصل المباشر مع العميل وتصبح خارج القنوات الرقمية والتقليدية الحالية، وأن تكون من خلال نظم محددة ومدمجة في الحياة اليومية.أهمية استشراف المستقبل
من ناحية أخرى، قال التويجري ان البنك وضع في الاعتبار عندما طرح خيار الاستثمار في التكنولوجيا المصرفية العديد من الاعتبارات، اولها نسبة الشباب في المجتمع الكويتي والتي تتجاوز 60% الى جانب التطورات الهائلة والسريعة والمتلاحقة في عالم الخدمات المصرفية الإلكترونية على المستوى العالمي. وذكر أنه «في هذا الاطار ارتبط اسم بوبيان بالأول على مستوى الكويت والمنطقة»، مشيرا الى ان البنك كان أول من طرح منتج المرابحة الرقمية لأول مرة على مستوى المنطقة، حيث يمكن خلال دقائق وعبر الهاتف النقال او جهاز الحاسب الآلي الحصول على الموافقات اللازمة للحصول على المرابحة.«بوبيان» والتفوق الرقمي
من ناحية أخرى وخلال الفعاليتين تطرق التويجري الى تجربة «بوبيان» الرقمية، موضحا أن البنك اعتمد على الابتكار والإبداع والتركيز على الجودة العالية لخدمة العملاء من خلال القنوات الرقمية والتقليدية بما يتوافق مع الثقافة الكويتية والإسلامية.البنك والجائحة
وقال التويجري ان «بوبيان» أثبت خلال «كورونا» قدرته على المواجهة حيث كانت استعدادات البنك واضحة، وكان جاهزا نتيجة الاستثمارات التي ضخها في الخدمات المصرفية الرقمية قبل الجائحة ومنذ سنوات طويلة.ولفت إلى أن «المستخدمين النشطين يمثلون حوالي 50% من قاعدة عملائنا وازداد هذا الرقم بمعدل 20% خلال الجائحة، والآن حوالي 75% من قاعدة عملائنا نشطة رقمياً».«نومو»... بنك المستقبل
وتطرق التويجري، خلال المقابلة، الى خطوات بوبيان في التوسع الرقمي من خلال الإعلان في يوليو الماضي عن انطلاق أعمال علامته التجارية الجديدة Nomo Bank بالكامل في الكويت والمملكة المتحدة كأول بنك رقمي إسلامي عالمي من لندن لديه القدرة على تقديم خدماته للجميع سواء من عملاء بوبيان أو غيرهم.وأوضح أن «تجربة البنك الحديث المصرفية التي تعتمد على الخدمات الرقمية بشكلٍ أساسي تتيح للمستخدمين تقديم طلب لفتح حساب بنكي في المملكة المتحدة في غضون دقائق باستخدام الهواتف الذكية، وهو ما يمنحهم تجربة مصرفية مميزة وفريدة من نوعها على مستوى الكويت والعالم».