عميل إسرائيلي في «الحرس الثوري» ينتحر بعد كشف علاقته باغتيال خدائي
• المقدم «زاده» تناول كبسولة سيانيد... وألقى نفسه من شرفة منزله
• الجريدة. تكشف تفاصيل أسبوع مرير لـ «الوحدة 840»
• وفاة عالم صواريخ في ظروف غامضة
استبعد مصدر رفيع في «الحرس الثوري» وجود صلة بين مقتل عالم الصواريخ الإيراني أيوب انتظاري، الذي كان يعمل في مركز مختص بمجال تطوير الصواريخ الطائرات المسيرة، واغتيال المقدم حسن صياد خدائي، و»انتحار» زميله المقدم علي إسماعيل زاده.وقال المصدر لـ «الجريدة»، إن إسماعيل زاده، القيادي في «فيلق القدس» المكلف العمليات الخارجية بـ «الحرس»، انتحر بإلقاء نفسه من شرفه منزله بمدينة كرج نهاية الأسبوع الماضي، عقب اقتحام قوى تابعة لجهاز أمن «الحرس» منزله لإلقاء القبض عليه.وأضاف أن التحقيقات في اغتيال خدائي، الذي لعب دوراً مهماً في إيصال تكنولوجيا الصواريخ الدقيقة والمسيرات إلى حلفاء طهران في سورية ولبنان، والذي تجمعه علاقة متينة مع زاده، توصلت إلى أن خدائي نفسه اكتشف قُبيل اغتياله وجود جاسوس إسرائيلي في «الوحدة 840» التي يعمل بها مع زاده.
والوحدة المذكورة هي إحدى الوحدات الخاصة في «فيلق القدس» والمكلفة تنفيذ عمليات ضد أعداء إيران بالخارج، وبعضها قد تكون عمليات اغتيال مباشرة أو عمليات استطلاعية لتوفير المعلومات اللازمة، والقسم الذي كان خدائي مسؤولاً عنه مختص بإيجاد ثغرات في دفاعات العدو لاستخدامها مستقبلاً عبر الصواريخ أو المسيرات.وكشف المصدر أن خدائي أبلغ أجهزة أمن «الحرس» بهذا الخرق، مؤكداً أن هذه الأجهزة تمكنت بالمصادفة من رصد اتصالات كان زاده أجراها مع عناصر ارتباط إسرائيلية، يطالب فيها بضرورة تصفية شخصية مهمة في «الوحدة 840» حتى لا ينكشف غطاؤه، لكن المحققين لم يتمكنوا من التوصل لهوية زاده، والشخصية التي طالب باغتيالها إلا بعد فوات الأوان. وكانت أجهزة الأمن اعتقلت عدداً من عناصر الاتصال الإسرائيلية قبل يوم واحد من اغتيال خدائي. وقال المصدر إن عناصر الارتباط الإسرائيلية طلبت من زاده إتلاف جميع الوثائق والأجهزة التي لديه، والخروج فوراً من إيران إلى تركيا لتهريبه إلى أي مكان آخر، إلا أن القيود المفروضة على سفر ضباط «الحرس» حالت دون تمكنه من الحصول على إذن خاص، مضيفاً أنه بعد صدور قرار اعتقاله، وبمجرد اقتحام القوات الأمنية منزله تناول زاده كبسولة من سم السيانيد، وألقى نفسه من شرفة المنزل ليلقى حتفه على الفور.وحال هذا الانتحار دون أن يتمكن «الحرس» من الحصول على «صيد ثمين» قد يقود إلى شبكات التجسس التي يبدو أنها تخترق جميع الأجهزة الإيرانية، ومع ذلك فإن زاده، وفقاً للمصدر، لم يتمكن من إتلاف جميع الوثائق وتم وضع اليد على معلومات قيمة. وكانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أوردت، أمس الأول، أنه «خلال الأيام الماضية، قضى أحد أفراد حرس الثورة الإسلامية جراء حادث في منزله، ويتم التحقيق في أسبابه»، وذلك نقلاً عن مصدر مطّلع لم تسمّه، نافية تقارير أوردتها وسائل إعلام معارِضة خارج البلاد، أشارت إلى تعرض زاده للاغتيال في كرج.