معرض أبوظبي الدولي للكتاب
عندما دُعيت من لندن إلى أبوظبي للإسهام في فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، حيث أُنيطت بي مهمة إدارة أكثر من ندوة يتحدث فيها عدد من المفكرين والأدباء والمثقفين عن عميد الأدب العربي - الدكتور طه حسين - أدهشني عدد الذين تمت دعوتهم من مختلف القارات لإحياء الأنشطة المختلفة في هذا المعرض... فهذه الاحتفالية قد تجاوزت حدود عرض الكتب وبيعها إلى تقديم معلومات عن الدول المشاركة... ولذلك تجد كبار المسؤولين في العديد من دول العالم يتواجدون في المعرض للإجابة عن الأسئلة التي توجه إليهم. • وعلى الصعيد الثقافي مثلاً... وجدت نفسي أدير ندوات أقدم فيها وزيرة الثقافة المصرية، ووزير الثقافة العراقي... إلى جانب المفكر أدونيس، والدكتور صلاح فضل ولعشرات غيرهم من المثقفين. • وجميع ضيوف المعرض تتم رعايتهم كأفضل ما تكون الرعاية من الإقامة، والخدمات، والكرم، ولكي أدلل على ذلك بشكلٍ عملي... فأنا انتهت مهمتي يوم الأحد التاسع والعشرين من الشهر الماضي... لكن إدارة المعرض مددت لي الزيارة لعشرة أيام على حساب دولة الإمارات.
• ولما طرحت على أحد كبار المسؤولين في المعرض سؤالاً عن سر نجاحهم قال:- أولاً: توصيات قادة الإمارات بإعطاء الوجه الحقيقي لثقافة الإمارات.- ثانياً: الحرص على راحة الضيوف. - ثالثاً: الحرية الكاملة لكل المطبوعات. - رابعاً: الميزانية مفتوحة من أجل نجاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب.• سألته:- كيف يعني ميزانية مفتوحة؟!- يعني العقوبة صارمة جداً لأي تجاوزات على ما هو مرصود للمعرض. - ألم تحدث تجاوزات؟نحن دولة ليست فيها سرقات.• شعرت كأن محدثي قد صفعني بإجابته على سؤالي!وبالفعل: فحركة العمران، والتشجير جعلا مدن الإمارات تزهو بالاخضرار، والطرقات الطويلة الواسعة الممتدة على امتداد الدولة، فضلاً عن إنجاز معاملات المواطنين بالطرق الحديثة والسريعة... وليست هناك أزمات سكن للمواطنين.• ليس هذا فحسب:أصبحت الإمارات تستقبل عشرات ملايين السياح الأجانب. وصارت مصارفها، وشركاتها الاستثمارية، موضع ثقة واهتمام العالم.• كل هذا يحدث: لأنه ليس في الإمارات وزراء وكبار مسؤولين يسرقون... ولا قضاة يرتشون.وليست هناك طائفية، أو قبلية، أو عنصرية... أو مزايدات باسم الديموقراطية!