المشاركات في «نظرة على الصحافة والدراما والثقافة»: معالجة المشكلات ستعيد للكويت مكانتها الرائدة

نشر في 07-06-2022
آخر تحديث 07-06-2022 | 00:00
جانب من جلسة النقاش
جانب من جلسة النقاش
أجمعت المشاركات في محاضرة «نظرة نسائية على الصحافة والدراما والثقافة» على ضرورة معالجة الخلل الذي أدى إلى تراجع الثقافة والفن والإعلام في الكويت، حيث أكدت المتحدثات أن لكل مجال مشكلات يعانيها، ويجب أن تتضافر الجهود لتصب في مصلحة الارتقاء والتطور.
اختتم الملتقى الثقافي اليوم موسمه الثقافي العاشر، في جلسة نقاشية بعنوان «نظرة نسائية على الصحافة والدراما والثقافة» شاركت فيها الكاتبة إقبال الأحمد، والناقدة ليلى أحمد، والروائية هديل الحساوي، وأدارها الروائي طالب الرفاعي، الذي قال في البداية إن «هناك سؤالاً بات يُطرح داخل الكويت وخارجها: لماذا تقهقرت الثقافة والفنون في الكويت؟ وأين كويت السبعينيات والثمانينيات؟

المتحدثات في المحاضرة أكدن ضرورة معالجة المشكلات التي يعانيها كل قطاع على حدة، ليحدث بعد ذلك التطور وتستعيد الكويت مكانتها الطبيعية والرائدة في المنطقة.

الإعلام مرآة

الكاتبة إقبال الأحمد، كانت أولى المتحدثات، وقالت: دائماً ما يقال إن الإعلام هو مرآة للمجتمع، والسؤال الذي طرحه الرفاعي «لماذا، وأين كنا، وإلى أين وصلنا» سؤال يستحق الوقوف عنده، ومعرفة الأسباب الحقيقية وراءه، وفي مختلف مناحي الحياة.

وأشارت الأحمد إلى أن الكويت، ورغم ما يقال، مازالت مميزة، مبينة أنها في كثير من الأحيان تقابل زملاء خليجيين وعرب يؤكدون أن هناك أساساً قوياً للثقافة والإعلام في الكويت، لكن البناء بدأ يترهل لأسباب مختلفة.

وأضافت «أعتقد أن أي مبدع يستحيل أن يبدع أو يتناول جانباً فنياً معيناً لنفسه، فهو يعمل للآخرين، وهذا ما يمكن أن يلمسه الآخرون، ويُشكّل تغيراً أو تطويراً بمضي السنوات في المجتمع»، مبينة أن الإعلام قديم قدم الإنسان.

وشبَّهت الإعلام بتيار الكهرباء، كونه الوسيلة التي توصل كهرباء الفكر والثقافة والفن وغيرها إلى المجتمع، وهو السلم الذي ينتقل فيه كل ما يحدث في أي من جوانب الحياة، مؤكدة أنه بدون الإعلام لا يمكن أن يكون هناك إبداع.

وعن الإعلام الحاضر، أكّدت الأحمد أن وسائل التواصل الاجتماعي فعّلت دورها الكبير والمؤثر في عالم الإعلام، «ومن واقع تجربتي داخل وكالة الأنباء الكويتية وكتاباتي فإن الصحافة والإعلام رسالة ومسؤولية بالدرجة الأولى، وللأسف الآن أصبحت عملة نادرة، لأن بعض إعلام صار مأجوراً».

ولفتت إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تغلبت على الإعلام التقليدي، موضحة أن الإعلام الإلكتروني يحتاج إلى أن توضع له قوانين خاصة حتى تتم محاسبة من يساهم في تدمير المجتمع.

المحتوى الدرامي

من جانبها، قسّمت الإعلامية ليلى أحمد الدراما الكويتية إلى مرحلتين، الأولى هي سنوات النشأة والتأسيس في بداية الستينيات، حيث كان المسرح تربوياً وتعليمياً، وكانت الدراما تمر بمرحلة التكوين والانتشار، لتحدث تأثيرا في المجتمع، وأصبحت من وسائل الترفيه الضرورية عند العائلة وفي دول الخليج، وأيضا في الدول العربية. أما المرحلة الثانية فهي ما بعد التحرير حتى اليوم، قرابة ثلاثين سنة، ومع ظهور السوشيال ميديا هناك تدهور عام في المحتوى المقدَّم إلا ما ندر.

وأضافت أن الأعمال الدرامية قبل الغزو كانت أعمالاً مؤثرة، وتحمل محتوى، وتسرد مواقف، فعلى سبيل المثال مسلسل «درب الزلق»، أما مسلسل «درس خصوصي»، لافتة إلى أن محتوى المسلسلات في السابق كان مرتبطاً بالمجتمع، عكس محتوى المسلسلات بعد تحرير الكويت، حيث أصبحت قصص المسلسلات بعيدة عن الواقع.

وأوضحت أنه قد تكون هناك شريحة اجتماعية تعاني مما يطرح في المسلسلات، ولكنها لا تشكل ظاهرة مجتمعية ملموسة وملحوظة، ضاربة مثلاً للكتابات النخبوية في المسلسلات بمسلسل «كحل أسود قلب أبيض»، و «لا موسيقي في الأحمدي» لمؤلفته منى الشمري، لافتة إلى أنها مسلسلات أعطت تأثيراً جميلاً.

وتطرقت إلى مسألة الإنتاج الفني وقالت: في السابق كان الإنتاج على وزارة الإعلام، أما الآن فكثرت شركات الإنتاج الخاصة. كما تطرقت إلى ظاهرة النجومية، وأن العمل يُشترى بناء على اسم النجم أو النجمة، مضيفة أن الأعمال الكويتية تُباع للمحطات الخليجية لأنها لا تنتج دراما خاصة بها.

وبينت أن النصوص في السابق كانت أفضل، والإنتاج كان على تلفزيون الكويت، وهو ما أدى إلى وجود رعاية حكومية، ومع تحرير الكويت تغيرت الأمور وأسست الكثير من شركات الإنتاج، مضيفة: «أعتقد أن الأمور الحالية هي مرحلة إرهاصات ستأتي فيما بعد بشيء أفضل والنتيجة ستكون أعمالاً أفضل».

وتابعت «طالما أن الكويت دولة مؤسساتية بنيت على الديموقراطية وتعدد الآراء والصحافة والحريات في المسرح وغيرها فهي قادرة على استعادة مكانتها».

وذكرت أن أسلوب التمثيل في الوقت الحالي يعتمد على الشكل و»البرندات»، ولا يوجد إحساس في الدور بفكر شخصية درامية تطرح للجمهور همومها وأفكارها، متمنية أن يكون هناك تطوير لتلك الأمور في المستقبل القريب.

إحياء الثقافة

بدورها، قالت هديل الحساوي «عند الحديث عن دور الثقافة، فنحن أيضا نتكلم عن دور المؤسسات سواء الأهلية أو غير الأهلية ومنها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إلى جانب الجهود الفردية التي يقوم بها الأفراد حاليا. فراهن الحال يشير اليوم إلى محاولة لإحياء الثقافة وإن كانت جهوداً متفرقة ليست في حالة تجمع، ولكن بالأخير تظل جهوداً حثيثة».

وأضافت الحساوي أنها لا تحب أن تحصر الثقافة تحت بند الكتابة، مؤكدة أن موضوع المحاضرة يشتمل على نظرات مختلفة في الثقافة، والموضوع يحتاج إلى مقاربات من وجهات نظر مختلفة، «فإذا ما قمنا بتعريف الثقافة على أنها عادات وتقاليد أو الإرث أو البصمة التي يتركها الإنسان في مرحلة معينه للزمن، أو تكون عابرة للزمن بحيث يخلق إرثاً حضارياً، فالثقافة هي إرث حضاري لإنسان عاش وأثّر في مكان معين».

وعزت الحساوي الانحدار إلى ثلاث ركائز، الأولى التعليم، فالمناهج إلى انخفاض في مستواها ولا تواكب العالم، والثانية هي التاريخ حيث نرجع إلى الأصول كمبانٍ، وإرث حضاري، وعادات وتقاليد في حياتنا اليومية، وإرث غير مادي كالحكايات والموسيقي، أما الركيزة الثالثة فهي الوضع الاقتصادي والسياسي، فالمنظومة التي تحكم الإنسان داخل المجتمع هي التي تضع له قوانين، والشكل الذي يمشى عليه.

ومن المداخلات قالت الأديبة ليلى العثمان: في السابق كان هناك شغف بالتعليم ومحبة للثقافة والقراءة، وفي الوقت الحالي للأسف الأطفال لا يقرأون.

●فضة المعيلي

back to top