نددت موسكو، أمس، بإغلاق 3 دول من شرق أوروبا مجالها الجوي أمام طائرة كان يفترض أن تقل وزير خارجيتها سيرغي لافروف المستهدف بعقوبات أوروبية بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في زيارة إلى صربيا، معتبرة ذلك خطوة «عدائية وغير مسبوقة»، وهدّدت من ناحية أخرى بقصف مقر الحكومة في كييف ومطار العاصمة، رداً على أسلحة الغرب.وخلال مؤتمر صحافي عقده بشكل عاجل عبر «الإنترنت»، قال لافروف: «ما حصل ما كان من الممكن تخيّله، فقد حُرمت دولة ذات سيادة من حق المضي قُدما بسياستها الخارجية»، وندد بما اعتبره «مشينًا».
وأغلقت بلغاريا ومقدونيا الشمالية ومونتينيغرو، والدول الثلاث أعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مجالها الجوي أمام طائرة لافروف التي كان من المقرر أن تنقله إلى صربيا، في زيارة ليومين يلتقي خلالها الرئيس الصربي ألكسندر فويتشيتش ووزير الخارجية نيكولا سيلاكوفيتش وبطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الصربية بورفيريجي.وقال لافروف: «هناك من لا يرغب في منحنا مساحة للتحدث مع صربيا، والتأكيد على مواقفنا تجاهها أو تجاه البوسنة، لكن علاقاتنا مع بلغراد لن يدمرها أو يزعزعها أحد، رغم إغلاق المجال الجوي أمام زيارتي»، وأشار إلى أنه سيدعو نظيره الصربي إلى زيارة موسكو بدلا من الذهاب إليه.بدوره، اعتبر الناطق باسم «الكرملين»، دميتري بيسكوف، أن «أعمالا عدائية كهذه ضد بلدنا يمكنها أن تتسبب في مشاكل معيّنة، لكن لا يمكن أن يمنع دبلوماسيتنا من مواصلة عملها».وأعلنت وزارة الخارجية البلغارية أنها «لم تُعط الإذن الدبلوماسي لتحليق الطائرات الروسية فوق الأراضي البلغارية»، مؤكدة أن القرار «مطابق لنظام العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا». كذلك أبلغت مقدونيا الشمالية ومونتينيغرو السفارتين الروسيتين بقرار مماثل.من ناحيته، أسف وزير الداخلية الصربي، ألكسندر فولين، بشدة «لتعطيل» زيارة لافروف الذي وصفه بأنه «صديق عظيم وحقيقي لصربيا».وأضاف: «العالم الذي لا يتمكن فيه الدبلوماسيون من السعي للسلام هو عالم خالٍ من السلام. الذين منعوا وصول لافروف لا يريدون السلام، بل يحلمون بهزيمة روسيا».وقال فولين: «صربيا فخورة بأنها ليست طرفا في الهستيريا المعادية لروسيا، والدول التي ينطبق عليها ذلك سيأتي وقت تخجل فيه من فعلها».على صعيد آخر، وفي محاولة واضحة لبعث رسالة لـ «الكرملين»، قال السفير الأميركي لدى موسكو جون جيه. سوليفان، أمس، إنه لا ينبغي أن تغلق موسكو السفارة الأميركية، لكنه لم يستبعد حصول ذلك.
القتال يشتد بشرق أوكرانيا
ميدانياً، تصاعدت حدة القتال في شرق أوكرانيا، وبات الوضع يتدهور ويزداد «سوءا» بالنسبة إلى القوات الأوكرانية في سيفيرودونتسك التي تحمل أهمية استراتيجية على اعتبارها كبرى مدن دونباس غير الخاضعة للسيطرة الروسية، حسبما أعلن حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي، مؤكدا أن قوات بلاده دافعت عن مواقعها ضد روسيا في المنطقة الصناعية مع احتدام القتال العنيف.وأضاف غايداي أن الروس يستخدمون «تكتيكات الأرض المحروقة القياسية».وكانت القوات الأوكرانية تحاول التصدي للقوات الروسية بعد استعادتها السيطرة على نصف سيفيرودونيتسك.وكتبت صحيفة وول ستريت جورنال إن القتال عن قرب في سيفيرودونيتسك يجعل من الصعب على القوات الروسية إطلاق المدفعية ضد القوات الأوكرانية.من ناحيته، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن الوضع سيصبح بالغ الصعوبة إذا تمكنت روسيا من اختراق الخطوط الدفاعية في إقليم دونباس بشرق البلاد، حيث زار قبل يوم قواته على خط الجبهة هناك.وقال زيلينسكي: «كنا في ليسيتشانسك، كنا في سوليدار»، في إشارة إلى زيارته مواقع القيادة في هاتين المنطقتين قرب سيفيرودونتسك.وذكرت الرئاسة أن زيلينسكي زار أيضا باخموت في جنوب غربي دونيتسك وتحدّث مع جنود.وأشارت إلى أنه توجه أيضا إلى زابوريجيا الواقعة في الجزء الجنوبي الشرقي من أوكرانيا، ومنح أوسمة للجنود.أسلحة بريطانية
وبينما يأمل القادة الأوكرانيون أن يؤدي وصول أسلحة أثقل من الغرب إلى تمكينهم من قلب الموازين ضد القوات الروسية الأفضل تسليحا في منطقة دونباس الشرقية، أعلنت المملكة المتحدة أنها سترسل، على غرار الولايات المتحدة، قاذفات صواريخ إلى أوكرانيا يصل مداها إلى 80 كيلومترا، في تحدّ للتحذيرات التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تزويد كييف بأسلحة متطورة.إلا أن رئيس لجنة الدفاع في «الدوما» فلاديمير شامانو، هدّد بقصف مقر الحكومة في كييف رداً على أسلحة الغرب، مشيراً إلى أن ضرب مطار كييف ووسائل النقل في العاصمة من الأهداف المحتملة لروسيا، في حال حصلت كييف على صواريخ بعيدة المدى.توريد القمح
وفي حين أعلن ناطق باسم مقر الحكومة البريطانية، أن رئيس الوزراء بوريس جونسون والرئيس زيلينسكي ناقشا في اتصال هاتفي، أمس، «إنهاء الحصار الروسي المؤذي على صادرات الحبوب الأوكرانية»، اتفقت الحكومتان الإندونيسية والأسترالية على تعزيز سلسلة توريد القمح، بعد تعطل إمداداته بسبب الصراع الروسي - الأوكراني، وذلك ضمن جهود الدولتين في تكثيف التعاون بمجال الأمن الغذائي.