في السنوات القليلة الماضية، تعرّض لاجئو الروهينغا للاعتقال في مناسبات متكررة أثناء محاولتهم قطع الحدود بطريقة غير شرعية من بنغلادش إلى الهند، فاعتُقِلت دفعتان من اللاجئين في ولايتَي «آسام» و»تريبورا» في شمال شرق الهند الشهر الماضي، لكن كانت وجهتهم مختلفة هذه المرة، فهم يخططون للعودة إلى بنغلادش بدل الاستقرار في الهند.ونجح بعض اللاجئين في الهرب من الهند قبل أن يتم اعتقالهم لاحقاً في بنغلادش، وفي 12 مايو، اعتُقِلت مجموعة مؤلفة في معظمها من النساء والأولاد في «مولفيبازار»، بنغلادش، وقد كانوا في طريقهم إلى المخيمات في مدينة «كوكس بازار» التي تشمل معظم مخيمات اللاجئين.
كشف مصدر في مخيم للاجئي الروهينغا في «كوكس بازار» أن سبعة لاجئين اعتُقِلوا من «المخيم 26» في «شكمركول»، في 24 مايو، بعد يوم على وصولهم من الهند، ثم نُقِلوا إلى مركز العبور التابع لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في «كوتوبالونغ»، في المقاطعة نفسها، لكن ما الذي دفع لاجئي الروهينغا للعودة إلى بنغلادش؟تكلم ناشط في منظمة لحقوق الإنسان وأحد أعضاء جماعة الروهينغا مع صحيفة «دبلومات» شرط عدم الإفصاح عن هويته، فقال إن اللاجئين في «جامو» بذلوا قصارى جهدهم في الأشهر القليلة الماضية للعودة إلى بنغلادش، فقد سبق أن وصل نحو ألفَي لاجئ إلى بنغلادش من «جامو» عبر طرقات مختلفة بحسب قوله.يقول هذا الناشط أيضاً إن اللاجئين قرروا العودة إلى بنغلادش بسبب إصرار الحكومة الهندية على نقلهم إلى مراكز اعتقال ثم ترحيلهم إلى ميانمار، فهو يتكلم مثلاً عن حسينة بيغوم التي تم ترحيلها من الهند الشهر الماضي إلى ميانمار التي هربت منها مع عائلتها، كانت حسينة قد انفصلت عن زوجها وأولادها الثلاثة وأمضت نحو سنة في السجن قبل ترحيلها، وبعد مرور أسابيع، تم ترحيل شخص آخر اسمه جعفر علم إلى ميانمار.منذ السنة الماضية، اعتقلت السلطات في «جامو» أكثر من 200 لاجئ ووضعتهم في السجن بعد إطلاق حملة للتحقق من أوراقهم، وأدت مخاوف لاجئي الروهينغا من الترحيل والانفصال عن عائلاتهم إلى زيادة قلقهم، علماً أن هذه الجماعة تُعتبر من أكثر الفئات المعرّضة للاضطهاد في العالم اليوم.بدأت هجرة لاجئي الروهينغا من ميانمار إلى بنغلادش في أواخر السبعينيات، فغداة العمليات العسكرية التي أطلقها المجلس العسكري، وفي عام 2017 هاجر نحو مليون شخص إلى بنغلادش، ودخل 40 ألفاً آخرون إلى الهند، واستقر 5 آلاف منهم في «جامو».يظن جزء من المسؤولين الحكوميين أن السماسرة ينشطون على طول الحدود لتسهيل دخول لاجئي الروهينغا إلى الهند بطريقة غير شرعية، مع أن عدداً آخر من المسؤولين يبذل الجهود اللازمة لإعادتهم إلى بنغلادش، ففي مارس الماضي، اعتقلت وكالة التحقيق الوطنية الهندية 6 أشخاص متورطين على ما يبدو مع جماعة متخصصة بتهريب لاجئي الروهينغا إلى الهند بطريقة غير شرعية، وعثرت الوكالة على أدلة تثبت نشاطات الشبكة في ولايات حدودية مثل «آسام» و»البنغال الغربية» و»ميغالايا» وأجزاء أخرى من البلد.أطلقت الحكومة هذه الحملة بعد اعتقال تسعة من لاجئي الروهينغا في «غواهاتي» غداة وصولهم من بنغلادش، وشملت هذه المجموعة محمد أمان الله القادم من «هاثاربارا» في ولاية «راخين» في ميانمار، وتبيّن أنه شارك في إدخال عدد كبير من اللاجئين إلى الهند بطريقة غير شرعية عبر طرقات متعددة على طول الحدود، ثم كلّفت الحكومة وكالة التحقيق الوطنية باستكشاف هذه المسألة لرصد الشبكات التي تُسهّل الهجرة غير القانونية من بنغلادش.أخيراً، يظن بعض المسؤولين أن جزءاً كبيراً من اللاجئين حصل على هويات مزيفة واستقر في مناطق مختلفة من البلد، لكن لم تتضح بعد مدى قدرة وكالة التحقيق الوطنية على تعقب أماكن هؤلاء اللاجئين.* راجيف بهاتاشاريا
مقالات
لماذا يعود لاجئو الروهينغا من الهند إلى بنغلادش؟
08-06-2022