بعد عام كامل من التجديد وتطوير أجهزته عاد «مسرح الغد» التابع للبيت الفني للمسرح لمواصلة عروضه، وأعاد معه تراث الفنان الراحل نجيب الريحاني بعرض يحمل عنوان «صانع البهجة» يستمر 15 ليلة.

العرض من إعداد وإخراج ناصر عبدالمنعم، وبطولة ريم أحمد وسيد الرومي ومحمود الزيات وسامية عاطف ومحمد حسيب وهايدي بركات وخضر زنون وأشرف عبدالفضيل.

Ad

ويتناول العرض، على مدى 75 دقيقة، المشوار الفني للريحاني من خلال المزج بين السرد المباشر على لسان الأبطال، وتقديم مشاهد مؤداة من أشهر أعماله المسرحية التي كتبها بديع خيري.

ومثلما برع الريحاني (1889-1949) في رسم البسمة على الوجوه واكتساب التعاطف من خلال المواقف الإنسانية الصادقة، سار العرض على النهج نفسه فتعالت الضحكات بالمسرح في مشاهد كثيرة ودوّى التصفيق في مشاهد أخرى إعجابا بالأداء المميز للممثلين الذين تبادلوا أداء دور الريحاني فيما بينهم.

وقال المخرج ناصر عبدالمنعم بعد الليلة الأولى للعرض مساء أمس: «العرض يأتي في إطار احتفال كبير لوزارة الثقافة بعشرينات القرن العشرين، الفترة من 1920 إلى 1930 بمختلف رموزها، ومن ضمن هذه الرموز سيد درويش ونجيب الريحاني وبديع خيري».

وأضاف عبدالمنعم: «العرض يتضمن معلومات ونماذج من مسيرته (الريحاني)، بدايته مع الكوميديا الهزلية وتقديم شخصية (كشكش بيه) عمدة كفر البلاص، ثم علاقته مع بديع خيري واهتمامهما بالنقد الاجتماعي واقتباس الأعمال العالمية، وصولا إلى صنع مسرح مصري له طابع خاص يعتمد في الكوميديا على الكتابة الجيدة وبناء المواقف لا إلقاء الإيفيهات».

وتابع «أرى أن العرض قيمته في تعريف الأجيال الجديدة بنجيب الريحاني وبديع خيري، خصوصا أعمالهما المسرحية، لأن الأشهر بالنسبة للجمهور هي أفلامهما التي تعرض من حين لآخر بالتلفزيون».

وأشار إلى أن العرض سبق تقديمه عبر الإنترنت خلال فترة الحجر الصحي بسبب جائحة «كورونا»، لكن هذا هو أول عرض تفاعلي للجمهور.

وإلى جانب تميز عناصر الإضاءة والديكور والموسيقى، أدخل مخرج العرض عنصر الفيديو ليصبح مكونا بصريا إضافيا، إذ تُظهِر بعض اللقطات المصورة أبطال المسرحية وهم يستطلعون آراء الناس في الشارع حول نجيب الريحاني وأعماله، ويرصدون أثره الباقي في وجدانهم حتى اليوم.