إيران تصعّد ضد «الذرّية» وبغداد تحرّك الوساطة مع السعودية
الأمن يقمع تظاهرات في طهران... ومقتل 21 في انحراف قطار بمشهد
استبقت السلطات الإيرانية قراراً مرتقباً يلقي عليها باللوم في عدم التعاون مع منظمة الطاقة الدولية بوقف عمل كاميرات مراقبة بمنشآت نووية، في حين أجرى وزير الداخلية العراقي عثمان الغانمي زيارة إلى طهران غداة حديث بغداد عن تفاؤلها بالوساطة التي ترعاها للتقريب بين الجمهورية الإسلامية والسعودية.
قبل ساعات من صدور قرار دولي مرتقب يوجه توبيخاً لإيران بسبب فشلها في الإجابة عن أسئلة منظمة الطاقة الدولية بشأن مواقع «غير معلنة» عثر بها على آثار يورانيوم مخصب، أعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية اليوم، أنها أوقفت عمل اثنتين من كاميرات المراقبة التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في إحدى المنشآت النووية.وقالت المنظمة الإيرانية: «يشمل الإجراء كاميرا مثبتة أعلى أجهزة القياس المباشر لمستوى التدفق OLEM التابع للوكالة الدولية»، مؤكدة أن «الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تثمن حسن نية إيران فحسب، بل اعتبرت ذلك واجباً أيضاًَ». وتابع البيان «أكثر من 80% من كاميرات الوكالة الموجودة هي كاميرات خاصة باتفاق الضمان وستستمر في عملها كما في السابق»، مشيراً إلى أن «فصل الكاميرتين تم بحضور المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي».
واعتبر كمالوندي أن الخطوة الإيرانية تأتي رداً على ما وصفه بـ«السلوك السياسي» الذي تتخذه الوكالة الدولية في اجتماع محافظيها المنعقد حالياً في فيينا بشأن الأنشطة النووية لبلاده.ولوحت السلطات الإيرانية بالمزيد من الخطوات والإجراءات لوقف كاميرات المراقبة الاضافية للرد على «التقارير السياسية» التي تصدر عن الوكالة الدولية. وكان مسؤول إيراني هدد بالخروج من المفاوضات.
لا سرية
في موازاة ذلك، كرر رئيس المنظمة الإيرانية الذرية محمد إسلامي، اتهام بلاده للوكالة الدولية بالخضوع لضغوط من الولايات المتحدة وإسرائيل وسط تعثر مفاوضات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.وقال إسلامي، على هامش اجتماع للحكومة، إن «الجمهورية الإسلامية ليس لديها أي نشاط نووي سري وغير مكتوب وأي موقع ونشاط غير معلن لم يتم الإبلاغ به»، واصفاً وثائق الوكالة الدولية بشأن وجود ثلاثة مواقع غير معلنة يشتبه في ممارسة أنشطة نووية فيها، بأنها «وثائق كاذبة. وعن مساعي الدول الأوروبية الثلاث، فرنسا وألمانيا وبريطانيا، والولايات المتحدة لتمرير قرار ضد طهران في مجلس محافظي الوكالة الدولية، قال إسلامي، إنها»مجرد حراك سياسي في إطار سياسة الضغوط القصوى«التي دشنها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عقب انسحابه من الاتفاق النووي عام 2018. وأضاف إسلامي:»سنعمل في إطار اتفاق الضمانات التابع لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية لا أقل ولا أكثر«.تحذيرات
يأتي ذلك في وقت أعربت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة عن قلقها الشديد لتنمية إيران لمخزونها النووي وخاصة اليورانيوم عالي التخصيب بدرجة 60% واليورانيوم المخصب بدرجة 20%، بكميات رهيبة.وجاء ذلك في بيان مشترك أصدرته الدول الثلاث، في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يتوقع أن يصوت الغد أو بعد غداً على قرار توبيخ طهران.وحملت الولايات المتحدة إيران مسؤولية عدم توصل الجانبين حتى الآن إلى اتفاق، قائلة إن مطالب إيران برفع العقوبات تمنع إحراز تقدم وطالبتها بالتوقف عن المطالبة برفع عقوبات لا صلة لها بالاتفاق النووي.وقالت الولايات المتحدة، في بيان باجتماع لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية:»ما نحتاجه هو شريك لديه إرادة في إيران. وتحديداً، فإن على إيران إسقاط مطالب رفع العقوبات التي تتجاوز بوضوح خطة العمل الشاملة المشتركة «الاتفاق النووي»، وهي المطالب التي تمنعنا الآن من التوصل إلى اتفاق«.وطالبت طهران بضرورة تزويد الوكالة الذرية بكل المعلومات المسجلة في كاميرات المراقبة داخل المفاعلات النووية للجنة وكالة الطاقة الذرية.الوساطة العراقية
إلى ذلك، قام وزير الداخلية العراقي عثمان الغانمي بزيارة إلى طهران، والتقى وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان غداة تصريحات أدلى بها رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي وتضمنت توقعه»سماع أخبار طيبة خلال الفترة القريبة القادمة بشأن الحوار الإيراني السعودي الذي قطع شوطاً جيداً برعاية بغداد«.تظاهرات و»حادث قطار»
وفي وقت شهدت طهران تظاهرات قمعتها قوات الأمن بقسوة، خلفت حادثة خروج قطار عن القضبان، بين مدينتي مشهد ويزد، شرقي إيران، مقتل21 شخصاً، وإصابة 47 آخرين. وتسبّب اصطدام القطار بحفارة ثقيلة في محطة»مزينو» بمنطقة طبس الواقعة بمحافظة يزد، في خروج ثلاثة من عربات القطار الـ7 عن القضبان.