افتتح السفير البولندي بافيل ليهوفيتش، مع الأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. بدر الدويش، معرض شبه الجزيرة العربية من خلال عيون الرحالة البولندي سيفرين جيفوسكي، والذي أقيم بالتعاون مع المجلس الوطني في قاعة أحمد العدواني بمنطقة الضاحية.حضر الافتتاح جمع من السفراء والدبلوماسيين والمهتمين، ويسرد المعرض حياة جيفوسكي على هيئة قصة مصورة، وتكونت اللوحة السردية للقصة المصورة من مقاطع أخذت من قصيدة «نشيد حزين عن فاتسلاف جيفوسكي»، التي ألفها يوليوش سووفاتسكي الذي يعد أحد أهم الشعراء الوطنيين البولنديين، ويستمر المعرض إلى نهاية يونيو الجاري.
رسومات استثنائية
في البداية، ذكر السفير البولندي لدى الكويت بافيل ليهوفيتش أن شخصية جيفوسكي تعد أسطورية، حيث شغلت حكاياته وإنجازاته قلوب وعقول الكثيرين ومنهم الرحالة، ووصلت شهرته إلى ما هو أبعد من بولندا.وأوضح أن السنوات الأخيرة شهدت نشر طبعة أكاديمية أعدت من قبل المكتبة الوطنية البولندية، سردت أعمال جيفوسكي، وتضمنت أيضا وصفا لمئات من رسوماته الاستثنائية، وقد نال العمل استحسان الكثير من البولنديين والمهتمين بهذا المجال.الطبيعة المتعددة
وأفاد السفير بأن حياة جيفوسكي وجهوده الكبيرة تعطي قصة ومادة لا تقل تأثيراً عن قصة لورانس العرب، وشبه السفير حياته وعمله كالجسر الذي يربط بين عالمين، وهما بولندي والعربي.وأشار إلى أنه كان شخصا ناقلا للقيم والأفكار الأوروبية إلى العرب والعكس، وهذه الطبيعة المتعددة الأوجه، ووفرة هذا التبادل، بنت مثل هذه الظاهرة التي امتدت جذورها إلى عدة جوانب، من الثقافة، والعلوم، والجغرافيا، إلى فن الحرب، وغيرها.أمير من بولندا
من جانبه، ذكر د. الدويش: «يطيب لي أن أحييكم شاكرا لكم حضوركم افتتاح معرض مميز للرحالة البولندي فاتشلاف جيفوسكي، والذي يحمل عنوان شبه الجزيرة العربية في عيون الرحالة البولندي جيفوسكي، الملقب أمير من بولندا، ويهدف المعرض إلى التعرف على حياته وأعماله الأدبية والشعرية والفنية خلال فترة إقامته بين العرب، وانتقل هذا المعرض من إكسبو دبي إلى الكويت، ومن ثم سيجول دول الخليج».الرحالة الأسطوري
يذكر أن فاتسلاف جيفوسكي (1785 – 1831)، الرحالة الأسطوري، جمع بين أنموذجين أصيلين: النموذج العربي الحر ونموذج الفارس المقاتل من أجل استقلال بولندا، ووثق خلال رحلاته في منطقة شبه الجزيرة العربية حياة وثقافة البدو الذين يسكنون الصحراء، وتغطي مذكراته الآسرة سلالات الخيول العربية وبنيتها، وتصف الطبيعة والعمارة والموسيقى، وتعرض خرائط رائعة لشبه الجزيرة. وتشكل الرسوم التوضيحية المختارة من كتابه «عن الخيول الشرقية وتلك المنحدرة من السلالات المشرقية» جزءا مهما من المعرض. وتقديرا لإخلاصه للثقافة العربية منح جيفوسكي لقب أمير، وتاج الفخر، وقد بلغ ارتباطه القوي الأبدي بوطنه ذروته في معركة جيفوسكي دفاعا عن بولندا في خضم انتفاضة نوفمبر 1830 – 1831، حيث لقي مصرعه.