فقد المستثمرون الأجانب أعصابهم بسبب وقوف السيارات في الصين خلال العام الماضي، حيث شنت بكين حملة على أكبر شركات التكنولوجيا في البلاد، وتعثّر قطاع العقارات، وأدى الإغلاق بسبب فيروس كورونا إلى إعاقة النمو، وبدا الرهان على الاستثمار في الصين أنه «صعب».

وقال بنك غولدمان ساكس، في مذكرة بحثية حديثة، إن «الناس سلبيون جداً» بشأن الصين حالياً، مضيفاً: «يصفها الكثير من الناس، من منظور سوق رأس المال، بأنه غير قابل للاستثمار».

Ad

ومع ذلك، ظهرت أخيراً إشارات على أن الحالة المزاجية القاسية آخذة في الارتفاع، وأن السوق - رغم أنه لا يزال محفوفاً بالمخاطر - يجذب الاهتمام مرة أخرى.

فقد شهدت صناديق الأسهم الصينية تدفقات خارجية بقيمة 1.4 مليار دولار في مارس وأبريل، وفقاً لبيانات «رفينيتيف»، لكن التدفقات عادت لتصل إلى 245 مليون دولار في مايو.

شركات التكنولوجيا

ما الذي تغير؟ أولاً، هناك دلائل على أن الحكومة الصينية قد تكون على وشك إنهاء محاولة لكبح جماح الشركات الخاصة في قطاع التكنولوجيا، بما في ذلك شركة ديدي لتقاسم الرحلات، مع تباطؤ الاقتصاد.

وفي تقرير حديث، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أن استراتيجية مراجعة الأمن السيبراني التي أجرتها بكين والتي تم إطلاقها خلال العام الماضي، كانت على وشك الانتهاء.

وقد تسمح هذه الخطوة لشركة «ديدي» بالعودة إلى متاجر التطبيقات في الصين القارية في أقرب وقت هذا الأسبوع، لتجديد أعمالها.

وعلى خلفية هذه التوجهات، ارتفعت أسهم «ديدي» في نيويورك بنسبة 24 % الاثنين الماضي، وارتفعت بنسبة 5% أخرى في تداول ما قبل السوق أمس الأول.

كما ارتفع كل من «علي بابا» و«دي جي دوت كوم» بأكثر من 6% .

رفع القيود

ثانياً، رفعت شنغهاي العديد من قيود كورونا، مما عزز الآمال بإمكانية إحياء النمو الاقتصادي قريبا. وأنهى المركز المالي إغلاقه مدة شهرين الأسبوع الماضي، مما سمح لمعظم سكانه البالغ عددهم 25 مليوناً بمغادرة مجتمعاتهم على الرغم من أن بعض الأحياء التي تم اكتشاف حالات فيها مؤخرًا لا تزال مغلقة.

أسهم رخيصة

ثالثًا، المستثمرون مهووسون بالقيمة حالياً، وتبدو الأسهم في الصين رخيصة جداً. وبعد تجربة عمليات بيع حادة، يكون سعرها كمضاعف للأرباح المستقبلية منخفضاً جداً، خصوصاً بالمقارنة مع الأسهم في الولايات المتحدة.

ويقول الرئيس العالمي لأبحاث تخصيص الأصول في «إنفيسكو»، بول جاكسون: «أظن أن المستثمرين أصبحوا الآن حذرين جداً، وهو ما أعتقد أنه خلق نقطة دخول مثيرة للاهتمام لما أعتقد أنه سيصبح جزءا مهما من معايير الأسهم العالمية خلال العقود المقبلة».

وفيما يتطلع التجار الذين يبحثون عن فرصتهم التالية، لكنهم ما زالوا يتصرفون بحذر. ولا يزال الاقتصاد الصيني في وضع حرج. تراجعت مبيعات التجزئة بنسبة 11.1 % في أبريل مقارنة بالعام الماضي، كما استمرت صناديق السندات في مواجهة تدفقات كبيرة إلى الخارج في مايو.

هناك أيضاً مخاوف طويلة المدى بشأن العلاقة بين الصين والولايات المتحدة وتوترات بشأن تايوان، مما أثار مخاوف من احتمال تعرض بكين لعقوبات مالية قاسية مثل تلك المستخدمة في استهداف الكرملين.

وقال جاكسون: «بغض النظر عن المخاوف بشأن الدورة الاقتصادية الحالية، يتم التعبير عن مخاوف كثيرة بشأن مخاطر العقوبات نتيجة التوترات الجيوسياسية».