قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي أمس، إن جهود منتجي النفط في مجموعة «أوبك» لزيادة الإنتاج «غير مشجعة»، مشيراً إلى أن إنتاج المجموعة يقل حالياً عن هدفه بنحو 2.6 مليون برميل يومياً.وأضاف المزروعي، في مؤتمر للطاقة بالأردن، «وفقاً لتقرير الشهر الماضي، شهدنا امتثال مجموعة أوبك (بتخفيضات الإنتاج) وكان الامتثال بأكثر من 200 %».
ويعني الامتثال الذي يزيد على 100% أن الدولة تنتج أقل مما يفترض أن تنتجه، مع تطلع «أوبك» إلى رفع قيود الإنتاج تدريجياً.من ناحيته حذر مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول أمس، من أن أوروبا قد تواجه نقصاً في الطاقة خلال الشتاء المقبل، بعد تفاقم أزمة الطاقة في المنطقة بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا. وحسبما نقلت «رويترز»، قال بيرول، خلال المؤتمر السنوي لوكالة الطاقة الدولية بشأن كفاءة الطاقة في الدنمارك: إنني قلق بشكل خاص بشأن أسواق الغاز الطبيعي، إذا كان لدينا شتاء قاس وطويل، فقد نشهد أياماً صعبة جداً قادمة. وأشار إلى أنه يجب على الحكومات اتخاذ تدابير لتقليص الطلب، كما تتطلع حالياً لتأمين إمدادات بديلة للطاقة.على صعيد الاسعار، ارتفعت أسعار النفط صباح الأربعاء، قبل نشر بيانات عن مخزونات النفط الأميركي، إذ أدى شح الإمدادات وزيادة الطلب على الوقود إلى دعم العقود الآجلة للخام في الوقت الذي خففت فيه كبرى المدن الصينية القيود التي فرضت لاحتواء جائحة كورونا.وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت لشهر أغسطس 22 سنتاً بما يعادل 2% إلى 120.79 دولاراً للبرميل، بعد إغلاقها على أعلى مستوى منذ 31 مايو يوم الثلاثاء، وفقاً لـ«رويترز».وبلغت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط لشهر يوليو 119.65 دولاراً للبرميل، بزيادة 24 سنتاً بما يعادل 0.2% بعد وصولها إلى أعلى تسوية منذ 8 مارس يوم أمس.ويتوقع المحللون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم، انخفاضاً آخر لمخزونات الخام الأميركي في البيانات الخاصة بالأسبوع الماضي على الرغم من أن مخزونات البنزين ونواتج التقطير قد تكون أعلىومع ذلك، أظهرت أرقام من معهد البترول الأميركي، أن مخزونات المنتجات الخام والنفطية في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي. ولاتزال الإمدادات العالمية للخام والمنتجات النفطية شحيحة، مما يعزز من هوامش أرباح مصافي التكرير الآسيوية التي تعتمد على الديزل إلى مستويات قياسية، حيث تعرقل العقوبات الغربية صادرات من المنتجين الرئيسيين في روسيا.وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة ترافيغورا العالمية لتجارة السلع الأولية، إن أسعار النفط قد تصل قريبا إلى 150 دولاراً للبرميل وترتفع على نحو أكثر هذا العام، مع انهيار الطلب على الأرجح بحلول نهاية العام.وتعمل معظم المصافي على مستوى العالم بالفعل بما يقرب من طاقتها القصوى لتلبية الطلب المتزايد بعد التعافي من الجائحة وإيجاد بديل عن الإمدادات الروسية المفقودة.
معلومات الطاقة
من ناحيتها توقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية انخفاض إنتاج النفط في روسيا بنسبة 18% بحلول نهاية العام المقبل، بفعل الحظر الأوروبي للواردات المنقولة بحراً من موسكو.وقالت إدارة معلومات الطاقة عبر تقرير الآفاق قصيرة الآجل، إن إنتاج الوقود السائل الروسي سيصل إلى 9.3 ملايين برميل يومياً في الربع الأخير من عام 2023، مقابل 11.3 مليون برميل يومياً في أول ثلاثة أشهر من هذا العام.وأوضحت الوكالة الأميركية أن التراجع يأتي افتراضاً أن تحرك الاتحاد الأوروبي لوقف واردات النفط الخام من روسيا سيتم فرضه في غضون ستة أشهر مع حظر استيراد المنتجات البترولية في غضون ثمانية أشهر.وأشارت إدارة معلومات الطاقة إلى أن التوقعات لا تعكس القيود المفروضة على تأمين الشحن، موضحة أن هذه العقوبات أو أي عقوبات مستقبلية أخرى تقلل إنتاج روسيا من النفط بأكثر من المتوقع ستؤدي إلى مخاطر تصاعدية لأسعار الخام خلال الفترة المقبلة.الغاز المسال
من جانب آخر، قالت مصادر مطلعة إن قطر اختارت شركات إكسون موبيل وتوتال إنرجيز ورويال داتش شل وكونوكو فيليبس شركاء لها في توسعة أكبر مشروع للغاز الطبيعي المسال في العالم.سيزيد توسعة حقل الشمال إنتاج قطر من الغاز الطبيعي المسال 64% بحلول عام 2027، مما يعزز مكانتها كأكبر مُصدّر للغاز الطبيعي المسال في العالم ويساعد في ضمان توريد الغاز في الأجل الطويل إلى أوروبا.كانت شركة قطر للطاقة المملوكة للدولة اتخذت قرارا نهائيا للاستثمار في مشروع توسعة حقل الشمال البالغ قيمته 30 مليار دولار، وسعت للبحث عن شركاء لتقاسم المخاطر المالية للمشروع.قدمت الشركات الأربع، التي تشارك بالفعل في إنتاج الغاز الطبيعي المسال الحالي في قطر، عطاءات في مايو أيار 2021 مع الوافدتين الجديدتين شيفرون وإيني الإيطالية.وأكدت أربعة مصادر أن إكسون وتوتال من بين الفائزين، في حين قال مصدر إن شل وكونوكو ستشاركان في المشروع.وأحجمت إكسون وتوتال وكونوكو فيليبس عن التعقيب. ولم ترد قطر للطاقة وشيفرون وشل وإيني حتى الآن على طلبات للتعليق. وقال أحد المصادر إنه على الرغم من اتخاذ القرار، فإن الإعلان الرسمي عن الفائزين سيصدر على الأرجح في وقت لاحق هذا الشهر. ومن المقرر أن يحضر دارين وودز الرئيس التنفيذي لشركة إكسون مؤتمرا للطاقة مع قطر للطاقة هذا الشهر. وقالت قطر للطاقة إنها ستعقد مؤتمرا صحفيا ومراسم توقيع في 12 يونيو دون أن تحدد الموضوع.ومن المتوقع أن تتراوح حصص شركات النفط الأربع الكبرى في المشروع الجديد بين 20 و25%، حسبما أفاد أحد المصادر، وهي أصغر نسبيا مقارنة بحصصها في المشاريع الحالية والتي تتراوح بين 25 و35%.تتضمن خطة توسعة حقل الشمال ست وحدات لتسييل الغاز الطبيعي من شأنها أن ترفع قدرة التسييل في قطر من 77 مليون طن سنوياً إلى 126 مليوناً بحلول عام 2027.وإكسون شريك في مشروع غولدن باس القطري للغاز الطبيعي المسال في ولاية لويزيانا الأمريكية، وهو مشروع تبلغ قيمته حوالي عشرة مليارات دولار تمتلك فيه قطر للطاقة حصة 70% وإكسون 30%.