مفاجآت جديدة مروعة فجرها «حفّار القبور» السوري أمام مجلس الشيوخ الأميركي، فبعد شهادته التي أدلى بها أمام محكمة جرائم الحرب في سورية بمدينة كوبلنز غرب ألمانيا لمحاكمة ضابط المخابرات السابق، أنور رسلان والتي أدانته منذ أشهر بارتكاب جرائم إنسانية.حلّ الشاهد الملك «حفّار القبور» - اسم مستعار- أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي التي خصصت جلسة لمناقشة سياسة إدارة الرئيس جو بايدن تجاه سورية، متحدّثاً عن تفاصيل مروّعة لجرائم ارتكها النظام السوري بحق آلاف المدنيين، بما في ذلك إلقاء آلاف الجثث في مقابر جماعية، بينها أطفال عذبوا حتى الموت.
فقد أكد معاذ الخطيب، المدير التنفيذي للمنظمة السورية للطوارئ أن أعضاء مجلس الشيوخ صدموا بما أدلى به «حفّار القبور» من تفاصيل عن جرائم النظام.وقال إن «حفّار القبور» تحدّث عن 3 شاحنات مبرّدة تحمل كل واحدة منها بين 300 و600 جثة، كانت تأتي مرّتين كل أسبوع من كل الأفرع الأمنية والمستشفيات العسكرية في دمشق.كما أوضح أن هؤلاء تعرضوا للتعذيب حتى الموت، وكان الضابط قيصر وهو اسم مستعار لمصوّر سابق في الشرطة العسكرية انشقّ عن النظام عام 2013 حاملاً معه 55 ألف صورة تظهر التعذيب والانتهاكات في السجون السورية يوثّق صور جثثهم، ثم تأتي شاحنات مبرّدة لنقلهم إلى حفرة عملاقة، حيث كان يتواجد «حفار القبور»، فتفرّغهم عشوائياً.ولعل الصادم أن من ضمن تلك الجثث، عشرات الأطفال الذين قضوا تحت التعذيب، بحسب ما نقلت وسائل إعلام أميركية أيضاً عن الشاهد.ولفت الخطيب إلى «أن أكثر من 6000 جثة بعضها يحمل آثار التعذيب والتي وثّقها قيصر بعد فراره من سورية عام 2013، دُفنت في مقابر جماعية شاهد عليها حفّار القبور هذا»، موضحاً أن شهادة الأخير كانت استكمالاً لشهادة قيصر.وقال «نعمل على توثيق جرائم النظام السوري وتقديمها إلى محاكم أوروبية وأميركية، لاسيما أن هناك معتقلون سوريون ولبنانيون وأميركيون في سجون النظام نسعى إلى رفع قضاياهم أمام المحاكم الجنائية الدولية، لتحقيق العدالة لهم ومحاسبة النظام على ما قام ويقوم به بحقهم».وإلى جانب شهادة «حفّار القبور»، حضر ملف قطاع الطاقة في لبنان على طاولة جلسة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي من بوّابة قانون قيصر.وأعلنت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، بربارة ليف «أن الولايات المتحدة لم تتخذ، حتى الآن، أي قرار برفع العقوبات، أو أي استثناءات تتعلق بالعقوبات على سورية، بشأن نقل الغاز المصري إلى لبنان، لأنه لم توقع هذه الدول أي عقود بعد».وفي الإطار، قال معاذ الخطيب، «هناك توافق بين أعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي على عدم السماح لأي دولة بخرق قانون قيصر والالتفاف حوله من أجل مدّ يد المساعدة للنظام السوري الذي يقتل المدنيين السوريين منهم واللبنانيين»، وهناك حلول أخرى لمشكلة الطاقة في لبنان يُمكن أن تجد لها سبيلاً، لكن ليس عبر إعادة تعويم.كما أضاف أن هناك ضغط كبير على الإدارة الأميركية من قبل أعضاء في الحزبين الجمهوري والديمقراطي لاستمرار مفاعيل العقوبات وبأن لا تُشكّل اتّفاقيات الغاز المصري أو الكهرباء الأردنية لمدّ لبنان بالطاقة الكهربائية مدخلاً للتطبيع مع النظام السوري، وشهادة «حفّار القبور» عن ارتكابات نظام الأسد ستُساهم بزيادة هذه الضغوط على إدارة الرئيس جو بايدن وتطبيق «عقوبات قيصر بشكل صارم».وأوضح أنه حتى الآن لم توقّع أي عقود بشأن الطاقة بين لبنان ودول إقليمية، ونحن نسعى لمساعدة الشعب اللبناني لحلّ أزمة الطاقة من دون المرور بالنظام السوري المُجرم.يُشار إلى أن «حفّار القبور» كان تولّى مهمة دفن جثث القتلى تحت التعذيب في المقابر الجماعية بين عامي 2011 ومطلع 2018، وتمكّن من مغادرة البلاد لاحقاً، ليدلي بشهادته أمام المحاكم متنكراً، مخبئاً وجهه خلف قناع لوجود بعض أفراد عائلته في سورية.وخلال 11 عاماً من الثورة، وثّقت جماعات حقوق الإنسان والمنشقين عن النظام عمليات القتل الواسعة النطاق للمدنيين على أيدي قوات الأمن، أثناء سعيها للقضاء على أي معارضة لبشار الأسد.
دوليات
«حفار القبور» السوري أمام الكونغرس: دفنت أطفالاً عذبوا حتى الموت
09-06-2022