بقايا خيال: من المزعج... الشعب أم السلطة؟
![يوسف عبدالكريم الزنكوي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/44_1666896643.jpg)
الأدهى والأمر أن دولاً عربية وأخرى أجنبية أعلن بعض سياسيوها أن هناك أعضاء في مجلس الأمة الكويتي يحملون جنسية هذه الدول، ورغم ذلك لم نسمع أن السلطات الأمنية ألقت القبض على هؤلاء، وهناك مئات الآلاف من المزدوجين الذين يحملون أكثر من جنسية إلى جانب الجنسية الكويتية، في كسر فاضح للقوانين الكويتية، التي لا تسمح بالجمع بين جنسيتين، ولم تتحرك السلطات الكويتية قيد أنملة في سبيل الحفاظ على أمن واستقرار البلد. وإذا كنا نعرف أن الجهات الأمنية نفسها تتابع عبر كمبيوتر وزارة الداخلية أوضاع الوافدين في الكويت، وهم يشكلون ضعفي عدد الكويتيين، وتحذرهم من البقاء خارج الديرة لأكثر من ستة شهور أثناء سريان إقاماتهم، فكيف تعجز عن تتبع أوضاع الكويتيين المزدوجين خلال وجودهم لسنوات خارج الكويت؟ وهناك أكثر من 30 ألف حالة تزوير في إجازات قيادة السيارة، دون أن نسمع تصريحاً يؤكد أن الدولة ماضية قدماً في القبض على المزورين، وهناك مزورون لشهادات الميلاد والشهادات العلمية بعشرات الآلاف ويعملون في وظائف لا يستحقونها، لكنهم اعتمدوا في شغلها على هذه الشهادات المزورة، وهناك ثراء فاحش مفاجئ لأناس ليسوا من أصحاب الأعمال ولم يكونوا من الأثرياء ولم يرثوا ما تكدس في حساباتهم المصرفية من ملايين، ورغم ذلك يسرحون ويمرحون دون حسيب أو رقيب، حتى إن وجهت أصابع اتهام دولية لبعض دول المنطقة بوجود رائحة غسل أموال تفوح من بعض الثغور المصرفية. وإذا كانت دول الخليج تتبادل فيما بينها معلومات أمنية متنوعة، فأين كانت الجهات الأمنية الكويتية من متابعة هذه الأرقام الكبيرة من المزورين والمزدوجين الذين لم ينهكوا ميزانية دولة الكويت فحسب، إنما شكلوا خطراً على الأمن القومي للمنطقة بأسرها؟