الأم وحماية أبنائها
![د. نبيلة شهاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1561655694216414500/1561655924000/1280x960.jpg)
ومن البدهي أن تحتاج الأم إلى أن تكون قوية واثقة من نفسها محبة لأبنائها حازمة بحب مع بعض المرونة؛ حتى تستطيع أن تمارس دورها المهم وتستطيع حماية الطفل وتربيته التربية الصحيحة، لكن ماذا لو كانت الأم تتعرض للاعتداء الجسدي أو اللفظي أو قلة الاحترام من الأب على سبيل المثال؟ في هذه الحالة يصعب عليها القيام بأداء أدوارها المطلوبة منها لحماية الطفل بأريحية واقتدار، فعلى سبيل المثال لن يستمع الطفل لأم قد شاهد الأب وهو يهينها ويحقرها أو حتى يضربها خصوصا إن كانت لا تدافع عن نفسها، فكيف لها أن تحمي أطفالها إن لم تستطع حماية نفسها؟ وبالمثل لو كان هناك اختلاف في المبادئ والمعايير بين الأبوين فإنه من الصعب على الأم أن تمارس دورها بدقة وبطريقة صحيحة، فالقوانين التي تضعها لحماية الطفل قد تواجه برفض أو حتى استهزاء من الأب وهكذا، ومن المهم بمكان أن نتذكر دور بعض الجدات على وجه الخصوص، فتدخلهن في تربية الأطفال على الطريقة التي يحسبنها مناسبة، قد تجعل الطفل فاقداً للثقة بأمه أو رافضاً لها لأنها باختصار ليست على هواه وكما يريد كما هي قوانين الجدة.ويجب ألا ننسى أن التفرقة بين الأبناء في التنشئة لها تأثير مباشر على مدى تقبل الطفل لقوانين الحماية التي تفرضها عليه الأم أو الأبوان معاً، فحينما يشعر الطفل أنه أقل من إخوته في حب الأم خاصة وفي اهتمامها نجده يفقد ثقته بتعاملها معه ويشكك بمدى حبها له، وبالتالي ينعكس ذلك على مدى تقبله للقوانين التي توضع لصالحه ويرتاب فيها ويرفضها. باختصار، إن بناء جسر قوي من الثقة والحب والاحترام المتبادل بين الطفل ووالديه مهم جداً لسهولة تفهم الطفل وتقبله للمعايير والقوانين التي يطلب منه الالتزام بها والحفاظ عليها حماية له في كل مراحل حياته.