نشرت جريدة الرياض بتاريخ 15 أغسطس 2014 مقالا بقلم أ. منصور العساف، تحدث فيه بإسهاب عن الأمير أحمد الثنيان آل سعود، الذي ورد اسمه في وثيقة الأسبوع الماضي، عندما توقف بالكويت عام 1922. ذكر العساف في مقاله، نقلاً عن د. عبدالرحمن الشبيلي، أن فرع آل ثنيان يلتقي مع آل سعود في جدهم الأول مؤسس الأسرة السعودية الحاكمة سعود بن محمد بن مقرن، موضحاً أن عبدالله بن إبراهيم بن ثنيان (والد أحمد الثنيان) يعتبر الحاكم التاسع في تسلسل حكام السعودية، إذ حكم نجد في عامي 1841 و1842 خلال فترة الدولة السعودية الثانية. ويقول الشبيلي، كما أورد العساف في مقاله، إن الأمير أحمد الثنيان هو عم الأميرة عفت بنت محمد بن عبدالله الثنيان زوجة الملك فيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله، وإن أسرة الأمير أحمد الثنيان هاجرت إلى تركيا في حدود عام 1843، حيث ولد فيها أحمد وتعلم بمدارسها، واتقن اللغات التركية والفرنسية والإنكليزية، إلى جانب العربية. بعد هذا العرض الموجز لسيرة الأمير أحمد الثنيان، نعود إلى استعراض رسالة الشيخ أحمد الجابر الصباح الجوابية على رسالة الوكيل السياسي البريطاني في الكويت، بخصوص زيارة الأمير أحمد الثنيان للكويت التي عرضنا ظروفها في مقالنا السابق، فقد ذكرنا أن الثنيان أصر على دخول مرافقيه معه دون الالتزام بنظام «الكرنتينة»، وأن طبيب المعتمدية البريطانية سمح لهم بذلك تجنباً لوقوع سوء فهم أو مشكلة بين أمير الكويت الشيخ أحمد وضيفه الأمير الثنيان. وقد أعرب الشيخ أحمد عن موافقته على قرار الطبيب وقرار الوكيل السياسي البريطاني، ولم يعترض على ذلك، وإليكم نص الرسالة: «من أحمد الجابر الصباح حاكم الكويت إلى حضرة حميد الشيم ذو الجاه العالي الافخم المحب العزيز الميجر جي سي مور بولتكل اجنت الدولة البهية القيصرية الإنكليزية بالكويت دام محروسا..بعد السلام والسؤال عن شريف خاطركم دمتم بخير وسرور بعده،، يد الوداد اخذة (اخذت) كتابكم المؤرخ 28 رمضان سنة 1340 نمرة 403 وفهمة (فهمت) ما ابديتموه عن افادة الحكيم لسعادتكم منطرف (من طرف) وصول الشيخ احمد بن ثنيان بالمركب ومراجعته معه عن الكرنتينة وعدم اعتناه لذلك حيث انه اصر على نزول العبري الذي على السطحة من دون ان يكمل مدة الكرنتينة. وان الحكيم افتكر بان الاوفق يسمح له بنزول ثلاثة الرجال الذين معه. وحضرتكم ترون على مقتضى الأحوال ان الحكيم أصاب. نحن نقول ان امر الكرنتينة نافذ على الخاص والعام من دون مراعاة لكل من كان حيث ان ذلك امر ضروري ولكن ملاحظة الحكيم هذي كما ذكرتم من الطيبة وغير ممكن يصادف مثلها واني اراء (أرى) ذلك من حسن الطافكم واشكركم سلفا هذا ما لزم ودمتم محروسين 29 رمضان سنة 1340».
ومما قاله العساف يصف فيه سيرة الأمير أحمد الثنيان ما يلي: «وتكمن أهمية أحمد الثنيان في كونه من أوائل أعضاء الأسرة الحاكمة الذين حصلوا على التعليم الحديث، وعلى إجادة لغات أجنبية سهلت له المهمات السياسية التي كلف بها». وكان أحمد الثنيان، الذي توفي في الرياض عام 1923، عضواً في المجلس الاستشاري الذي شكله الملك عبدالعزيز، وضم نخبة من الأمراء والشخصيات البارزة الذين كانوا يقدمون المشورة للملك قبل اتخاذه القرارات المهمة في السعودية.
رسالة الشيخ أحمد الجابر بخصوص زيارة الأمير أحمد الثنيان للكويت