أفادت الإذاعة الجزائرية بوقف التبادل التجاري بين البلاد وإسبانيا، أمس، وذلك غداة تعليق الرئيس الجزائري «معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون» الموقعة قبل 20 عاماً مع مدريد.

وأشارت الإذاعة الجزائرية إلى أن «تجميد عمليات التجارة الخارجية للمنتجات والخدمات من إسبانيا وإليها اعتباراً من أمس الخميس».

Ad

وتنص المعاهدة الإسبانية ـــ الجزائرية على تعزيز الحوار السياسي بين البلدين على جميع المستويات وتطوير التعاون في المجالات الاقتصادية والمالية والتعليمية والدفاعية.

ويمثل هذا فصلاً جديداً من الخلافات الدبلوماسية المتصاعدة بين البلدين، بعد أن غيرت اسبانيا في مارس الماضي موقفها من قضية الصحراء الغربية الحساسة، لتدعم علناً مشروع الحكم الذاتي المغربي، وأثارت بذلك غضب الجزائر الداعم الرئيسي لـ «جبهة البوليساريو» الانفصالية التي تطالب باستقلال الصحراء. غداة ذلك، استدعت الجزائر سفيرها لدى إسبانيا وأعلنت شركة المحروقات الوطنية «سوناطراك» رفع أسعار الغاز الذي تسلمه الجزائر لإسبانيا.

في المقابل، أكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، أمس، أن الحكومة الإسبانية «ستدافع بقوة» عن مصالحها الوطنية في ضوء قرار الجزائر بتعليق معاهدة الصداقة، مضيفاً في تصريح من مدريد: «نحن نحلل نطاق وعواقب ذلك الإجراء على الصعيدين الوطني والأوروبي بطريقة هادئة وبناءة، لكن أيضاً بحزم في الدفاع عن إسبانيا ومصالح المواطنين الإسبان والشركات الإسبانية».

وأشار إلى أن إسبانيا تراقب تدفقات الغاز من الجزائر، أكبر مورد لها، والتي لم تتأثر حالياً بالخلاف.

وكانت «الخارجية» الإسبانية، قالت في بيان، أمس الأول، إن حكومتها «تعتبر الجزائر بلداً جاراً وصديقاً وتؤكد استعدادها الكامل لمواصلة الحفاظ على علاقات التعاون الخاصة بين البلدين وتطويرها لمصلحة شعبيهما».

وأضافت: «تؤكد الحكومة الإسبانية من جديد التزامها الكامل بمحتوى المعاهدة ومبادئها، وبنود ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي كعناصر أساسية»، وتابعت: «وكذلك الحفاظ على السلام والأمن والعدالة في المجتمع الدولي، ولا سيما مبادئ السيادة المتساوية للدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام حق الشعوب غير القابل للتصرف في أن يقرروا بأنفسهم».

وقبل تغيير موقفها من «الصحراء»، واجهت اسبانيا في 2021 أزمة مهاجرين غير شرعيين تدفقوا الى جيبي مليلة وسبتة في تحرك اتهمت مدريد السلطات المغربية بالتغاضي عنه رداً على استقبال مدريرإبراهيم غالي زعيم «جبهة بوليساريو» بذريعة اصابته بـ «كورونا».