غداة تعهّد وزير الدفاع الصيني وي فنغي بسحق أي مخطط لاستقلال تايوان وتحويله إلى أشلاء متحدثاً بتعابير واضحة عن حرب محتملة، حذّر نظيره الأميركي لويد أوستن من مواصلة بكين تصعيد «الأنشطة العسكرية الاستفزازية والمزعزعة للاستقرار» بالجزيرة، وكرر اتهامه لها بنشر الأعمال العدائية في أنحاء منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وبعد يوم من عقده أول محادثات مباشرة مع وي، قال أوستن، في خطاب أمام «حوار شانغريلا» الأمني في سنغافورة بحضور وزراء دفاع من آسيا والعالم، «شهدنا ازدياداً ثابتاً في الأنشطة العسكرية الاستفزازية والمزعزعة للاستقرار قرب تايوان تشمل تحليق طائرات عسكرية صينية بأعداد قياسية وبوتيرة يومية تقريباً»، مضيفاً: «نعارض بشكل قاطع أي تغييرات أحادية الجانب للوضع القائم من الجانبين».

Ad

وشدد أوستن على أن واشنطن ستساعد حلفاءها الآسيويين في التصدى لـ «التنمر» الصيني لكن يجب تعزيز التحالفات الإقليمية، واصفاً الجهود بأنها ضرورية للحيلولة دون تكرار حرب أوكرانيا في منطقة المحيط الهادئ. وقارن مجدداً بين التصرفات الروسية والنهج الصيني «الأكثر قسراً وعدوانية» بمطالباتها الإقليمية. لكنه شدد على أهمية إبقاء «كل قنوات الاتصال مفتوحة مع قادة الدفاع الصينيين» لتجنّب أي خطوات غير محسوبة. وتابع: «هذه حوارات مهمة جداً».

وبعد لقائه أوستن، حذّر وي، أمس، من أنه «إذا تجرأ أي شخص على فصل تايوان، فلن يتردد الجيش الصيني بكل تأكيد في بدء حرب مهما كلف الأمر»، مهدداً بأن بكين «ستسحق إلى أشلاء أي مخطط لاستقلال تايوان وتؤكد بحزم على وحدة الوطن الأم». واعتبر مسؤول عسكري صيني، اليوم، أن تصريحات وزيرالدفاع الأميركي بشأن الصين تحمل طابع المواجهة ومرفوضة.

من جانبها، أعلنت الخارجية التايوانية رفضها لـ «مزاعم» بكين «السخيفة». وقالت إن «الشعب التايواني لن ينحني أمام تهديد الحكومة الصينية باستخدام القوة».

اليابان والفلبين

وفي تصريحات غير اعتيادية من طوكيو، اعتبر وزير الدفاع الياباني نوبو كيشي، اليوم، أن مناورات الصين وروسيا أدت إلى زيادة المخاوف الأمنية في شرق آسيا. وقال كيشي، في «منتدى شانغريلا» بسنغافورة، «اليابان محاطة بأطراف تمتلك أو تطور أسلحة نووية وتتجاهل القواعد علانية»، مضيفاً: «العمليات العسكرية المشتركة بين هاتين القوتين العسكريتين القويتين ستزيد بلا شك القلق بين الدول الأخرى». وتواجه اليابان أزمة في ترسيم الحدود مع روسيا.

وفي ثاني تحرك خلال الأيام السبعة الماضية إضافة إلى أكثر من 300 شكوى مماثلة، قدّمت وزارة الخارجية الفلبينية ليل الجمعة - السبت احتجاجاً دبلوماسياً جديداً على الأنشطة البحرية للصين داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة للفلبين والبالغ طولها 200 ميل.

وقالت الخارجية الفلبينية، في بيان، إن الصين قامت بعمليات «صيد غير قانوني» كما قامت سفن خفر السواحل الصينية بتتبع سفن فلبينية. وأضافت أن «الصين ليس لها الحق في الصيد أو المراقبة أو التدخل في الأنشطة الفلبينية المشروعة هناك».

القوى الخمس

إلى ذلك، اعتبر مسؤولون كبار من ماليزيا وسنغافورة وأستراليا ونيوزيلندا وبريطانيا، اليوم، أن الاتفاق المبرم بين دولهم منذ 51 عاماً والمعروف باسم «الترتيبات الدفاعية للقوى الخمس» قوي ومهم لمواجهة التوترات المتصاعدة في المنطقة. وبعد اجتماع على هامش حوار شانغريلا، أكد المسؤولون الخمسة، في مؤتمر صحافي، أن العلاقة بين الدول الأعضاء طيبة، وأنهم يركزون على المستقبل حتى وسط التعقيدات الجيوسياسية المتزايدة.

وقال وزير الدفاع الماليزي هشام الدين حسين، إنه مع زيادة التوترات في المنطقة بشكل حاد ولا سيما بين الصين وحلفاء الولايات المتحدة، فإن للاتفاقية أهمية كبيرة كقوة معتدلة، مضيفاً: «أكثر ما يقلقني هو الحوادث غير المقصودة، التي قد تخرج عن نطاق السيطرة وتصبح أكبر مما هي عليه. ولو لم تكن هذه المنابر موجودة (الترتيبات الدفاعية للقوى الخمس) لما كانت هناك أي فرصة للتحكم في الحوادث التي تخرج عن نطاق السيطرة في بعض الأحيان».

بدوره، أكد وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارلز في سنغافورة بأن أستراليا تسعى إلى علاقات قائمة على «الاحترام» مع كل دول المنطقة «بما فيها الصين». وقال «تثمّن العلاقة المثمرة مع الصين. الصين باقية وعلينا التعايش وكما نأمل، الازدهار معاً».

ورفض مارلز سؤالاً وجهه مسؤول عسكري صيني بشأن إن كان اتفاق «أوكوس» الذي أبرمته أستراليا مع الولايات المتحدة وبريطانيا لتزويد كانبيرا بتكنولوجيا الغواصات يعد حلفاً دفاعياً جديداً. وقال مارلز «أوكوس ليس حلف شمال الأطلسي مصغّراً».