مايكرفون للطلبة!

أول العمود:

تأييد محكمة التمييز للمبدأ الذي أرسته محكمتا الجنايات والاستئناف حول عدم الاعتداد دائماً بالأمراض النفسية لتكون سبباً لانعدام المسؤولية عن الجرائم جاء في الوقت الصحيح لوقف الاستهتار بالأرواح والأمن الاجتماعي.

***

نقلت وسائل التواصل الاجتماعي انطباعات طلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية عن طبيعة الاختبارات النهائية وأجوائها في فصول المدارس، وأبدى بعضهم ملاحظات مختلفة حول ذلك، بعضها صائب وبعضها الآخر ينم عن ظهور سلوكيات غريبة باتت عادية جداً في أذهان الطلبة لأسباب مختلفة.

بعض من أدلوا برأيهم انتقدوا كم الإزعاج في الفصل أثناء تأدية الامتحان، وآخرون انتقدوا عدم تعاون المعلمين في توضيح المقصود من بعض الأسئلة، وكذلك التشديد في التفتيش على الطلبة قبل الدخول إلى قاعة الاختبار بسبب الأجهزة الذكية التي تستخدم في إيصال المعلومات عن بعد، وبعضهم ذكر أنه شاهد بعض الطلبة يتبادلون أوراق امتحاناتهم أثناء ساعة الاختبار أمام المراقب!

قد لا يكون كل ما سبق دقيقاً وربما يكون عكس ذلك، إلا أن المسألة الأكثر أهمية هي في غياب منابر التعبير للطلبة عن رأيهم في العملية التعليمية، فكل ما نقرأه عن التعليم من مناهج واستعدادات العام الدراسي أو الاختبارات النهائية دائما ما يأتي من (الكبار)، وزير أو وكلاء الوزارة أو رؤساء الأقسام والموجهين وهكذا، ويضيع في الوسط رأي الطالب ورأي المدرس اللذين لا نسمع لهما رأياً حول التعليم رغم أن ملايين الدنانير التي تصرف على التعليم سنوياً موجهة إلى هؤلاء.

قنوات التلفزيون معنية بهذا الأمر، ومن الواجب إجراء لقاء تلفزيوني دوري على شكل مواجهة بين الطلبة والمدرسين لمناقشة أحوال التعليم وسماع آراء الطرفين بعيداً عن أحاديث المسؤولين الكبار المملة.

هناك قضايا مهمة لم نعد نسمع عنها شيئا كما كان الوضع سابقاً: المسرح المدرسي، الموسيقى، النشاط الطلابي الثقافي، طبيعة الاختبارات، نسب استيعاب الطالب للدروس، المكتبة المدرسية وهكذا، فلماذا لا يُعطى الطلبة والمدرسون منبراً للحديث عن أهم وأخطر مهنة وهي التعليم؟

● مظفّر عبدالله