العلاقات الإنسانية مهمة وضرورية في حياة البشر، لكن إيقاع الحياة قد يلعب دورا في تغيير وسيلة التواصل، فتتحول من وسيلة للتقارب والاتصال إلى طريقة للانفصال وربما العزلة، وهذا هو الملمح الرئيس لمضمون المعرض الجديد للفنانة التشكيلية المصرية رانية خلاف الذي جرى افتتاحه أخيرا تحت عنوان «شبه منفصل».

ويضم المعرض، المقام حاليا في «غاليري سماح للفن»، ويستمر حتى 23 الجاري، وهو المعرض الفردي الأول للفنانة رانية خلاف، 44 لوحة تتنوع بين استخدام خامة الأكريليك والكولاج على الكانفاس والألوان المائية والميديا المختلطة على الورق.

Ad

وحول فلسفة العرض، قالت خلاف لـ «الجريدة»: «ما بين دائرتين شبه منفصلتين هناك شريط رفيع يمكنني أن أطلق عليه الزمن، الذي يعد مجالا لمحاولات اقترابنا من الآخر، وحينما ننفصل كالدوائر عمن نحب تخيب محاولتنا، وحتى حين نقترب ونتواصل ونتماهى في كيان الآخر... هل تظن أنك أفلحت في الإمساك بأي شيء؟ هل يمكن أن تتظاهر بتمام المعرفة أو التملك؟ وماذا عن تلك الأماكن التي هجرناها؟ وماذا لو عدنا إليها؟ هل بإمكان الروح أن تعاود الاتصال؟».

وتابعت: «نحن نعيش في حالات متكررة من الوصل والانفصال عن ذواتنا، عن الأحبة وعن صور الأماكن التي تلامسنا، وهكذا نحن ما بين محاولات الاتصال أو الانفصال، نرسم مسافات بيننا ونظل نحاول دوما فيما يشبه مسارا أجوف أن نتواصل، وينتهي الأمر بنا كضمائر منفصلة، أو كائنات شبه متصلة».

وتعتمد خلاف على تجربتها الخاصة والوجيزة في رسم الكاريكاتير، التي بدأتها في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، وتأثرت فيها بكبار فناني الكاريكاتير، وسعت إلى زيارة مراسمهم وحاورتهم، مثل الفنان رخا وحسن حاكم ومحمد عفت، حيث تبدو اللوحة لديها مرادفا للمفارقة، وأحيانا السخرية من التفاعل مع الآخر ومع الموجودات، وتولي الأسكيتش أهمية خاصة، حيث تبدأ بالرسم أولا بعفوية تامة على الورق الذي تألفه ثم تنقله مع بعض التغييرات إلى سطح الكانفاس. يشار إلى أن خلاف التحقت بالعديد من الورش الفنية منذ عام 1993، وشاركت في عدد من المعارض الجماعية بداية من 2014، وأقامت معرضها الثنائي في «غاليري قرطبة» بالقاهرة تحت عنوان «نحن هنا» (2021) مع الفنانة هبة أمين.

أحمد الجمَّال