جو بايدن يقرر «إعادة ضبط» العلاقات مع السعودية

بلينكن يرى إمكانية حل أزمة اليمن ومساعِدته إلى تل أبيب لبحث ردع إيران ودمج إسرائيل بالمنطقة

نشر في 12-06-2022
آخر تحديث 12-06-2022 | 00:03
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال دردشة مع رئيس البرازيل ويحيط بهما رئيسا الأرجنتين وكولومبيا في ختام قمة الأميركيتين في لوس أنجلس (أ ف ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال دردشة مع رئيس البرازيل ويحيط بهما رئيسا الأرجنتين وكولومبيا في ختام قمة الأميركيتين في لوس أنجلس (أ ف ب)
أكد مسؤولون أميركيون أن الرئيس الأميركي جو بايدن قرر إعادة ضبط العلاقات مع السعودية خلال زيارته القريبة للمملكة.
بعد أيام من إعلان تأجيل زيارة مفترضة للرئيس جو بايدن للسعودية، مما أثار تساؤلات بشأن فشل مساعي إعادة إصلاح العلاقات المتوترة بين الحليفين التقليديين، أكد مسؤولون أميركيون أن الزيارة قائمة وواشنطن باتت جاهزة لـ «إعادة ضبط» العلاقات.

ونقلت شبكة «سي ان ان» الاخبارية الاميركية عن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى تأكيدهم أمس الأول أن واشنطن مستعدة لـ»إعادة ضبط العلاقات» مع السعودية وتجاوز قضية مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول عام 2018، التي كانت تشكل إحدى نقاط التوتر، بهدف إصلاح العلاقات بين البلدين.

ويقول مسوؤلون إن بايدن، الذي يقبع تحت ضغط شديد من أجل ردع روسيا والتعامل مع ارتفاع اسعار الطاقة في أميركا في ظل أكبر تسارع وتيرة للتضخم منذ عام 1981، يسعى لإعادة بناء علاقات أكثر دفئاً مع المملكة في ظل الاضطرابات الكبرى التي يشهدها العالم نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا.

وذكر مسؤول أميركي رفيع لـ «سي ان ان»: «اتفقت الدولتان على تجاوز الأمر (مقتل خاشقجي) في سبيل إحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط»، في حين تعتبر السعودية قضية خاشقجي أُغلقت وقد أبلغت المسؤولين الأميركيين بذلك مرارا.

وأثار تقرير «سي ان ان» تفاعلا واسعا باعتباره تحولا كبيرا في موقف الرئيس الأميركي بعد أشهر من اللقاءات في الرياض بين بريت ماكغورك وآموس هوشتاين كبيري مستشاري الرئيس الاميركي جو بايدن، من جهة والمسؤولين السعوديين من جهة أخرى بمن فيهم ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان.

أليكس ماركوارت، مراسل «سي ان ان» لشؤون الأمن القومي، أوضح قائلا: «تحتاج الولايات المتحدة إلى مساعدة السعوديين في عدد من الجبهات المختلفة. إنها بحاجة إلى السعودية لإنتاج المزيد من النفط، وهو ما أعلنت السعودية مؤخراً أنها ستفعله...».

وأضاف: «يعتمد الكثير من هذا على العوامل الاقتصادية... أخبرني مسؤول أميركي أن الخوف والقلق في البيت الأبيض بشأن التوقعات الاقتصادية العالمية يجعلهم يرمون مبادئهم خارج النافذة».

وتابع أن «الأمر لا يتعلق فقط بالاقتصاد، بل يتعلق أيضاً بإيران نووية، والحرب في اليمن. لحسن الحظ، هناك هدنة الآن، لكن الولايات المتحدة تريد مساعدة السعودية في إنهاء تلك الحرب هناك، ولكن أيضاً تقريب إسرائيل من جيرانها العرب والعمل مع إسرائيل بشأن القضية الفلسطينية. لذا فإن كل هذه العوامل المختلفة هي التي تريد إدارة بايدن الآن إعادة ضبط هذه العلاقة السعودية عليها».

مؤشرات

وذكر تقرير لبلومبيرغ أن مؤشرات «مصالحة» بدت في الأفق بعد اجتماع «أوبك» الذي عقد في 2 يونيو الجاري، حيث تم فيه الاتفاق على رفع إنتاج النفط لأول مرة منذ أشهر من الدعوات الأميركية إليه.

ويقول بوب مكنالي، مدير «مجموعة رابيدان للطاقة»، التي تتخذ من واشنطن مقرا، إن «الطرفين يرغبان في تثبيت العلاقات»، مضيفا «الرئيس أعاد اكتشاف أهمية ثبات أسعار النفط والغاز، وبالأخص الدور الحيوي الذي تلعبه السعودية».

واشارت بلومبيرغ أمس الى أن السعودية ستزود بعض المشترين الصينيين بخام أقل مما طلبوه الشهر المقبل، مع تلبية طلبات العديد من العملاء الآخرين في آسيا بعد تعهد «أوبك» بتسريع زيادات الإنتاج. وبحسب ما أوردته الوكالة، ستحصل اليابان وكوريا الجنوبية وتايلند والهند على كميات النفط التي طلبوها، حتى أن البعض سيحصل على إمدادات إضافية.

وأمس وصل متوسط سعر غالون البنزين على مستوى الولايات المتحدة إلى مستوى قياسي، حيث تجاوز للمرة الأولى 5 دولارات، وفق ما أفادت به وكالة «أسوشيتد برس». وأوضح نادي السيارات الأميركي «إيه إيه إيه» أن «متوسط السعر السبت بلغ 5 دولارات»، حيث «يدفع سائقو السيارات في بعض أجزاء البلاد، وخاصة كاليفورنيا، أموالا أكثر من ذلك بكثير». وقفز متوسط السعر الوطني 19 سنتا في الأسبوع الماضي فقط، مرتفعا 1.93 دولار عن هذا الوقت من العام الماضي.

بلينكن ومساعدته

من ناحيته، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، عمق العلاقة التي تربط بلاده بالسعودية، مشددا على أهمية الشراكة مع الرياض في مجال مكافحة التطرف والتعامل مع إيران وحل أزمة اليمن.

وأشار بلينكن، في تصريح أوردته قناة «الإخبارية السعودية» الرسمية، أمس، إلى ضرورة العمل بشكل جاد مع المملكة لإنهاء الحرب في اليمن والمساعدة في تحقيق الهدنة باليمن التي جرى تمديدها الآن لفترة ثانية، معتبراً أن هناك فرصة لتحقيق سلام مستدام في اليمن.

وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، قالت، الثلاثاء الماضي، إن المملكة كانت شريكًا استراتيجيًا للولايات المتحدة منذ 8 عقود، حيث التقى كل رؤساء أميركا قادة السعودية»، مشيرة إلى أن «الرئيس بايدن يعتبر المملكة شريكًا مهمًا في مجموعة من الاستراتيجيات الإقليمية والعالمية، بما في ذلك الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في اليمن، واحتواء إيران ومكافحة الإرهاب».

وتابعت أن «الطيارين السعوديين حلقوا مع طيارينا في الحرب ضد تنظيم (داعش)، ودورياتها البحرية مع قواتنا في البحر الأحمر والخليج».

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أمس الأول، أن «مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف ستزور إسرائيل والضفة الغربية في الفترة من 11 إلى 14 الجاري لبحث موضوعات من بينها ردع الأنشطة الإيرانية العدوانية بالمنطقة ودعم اندماج إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط الأوسع نطاقا».

وأضافت أن «ليف ستتشاور مع الإسرائيليين والفلسطينيين بشأن مجموعة من الأولويات، من بينها تعميق التعاون الأميركي الثنائي مع كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية، والعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية ودعم الولايات المتحدة لحل الدولتين». وأفادت تقارير بأن زيارة بايدن للمملكة قد يتخللها الاعلان عن انفتاح في العلاقات بين الرياض وتل ابيب لكن المملكة ربطت اي تطبيع كامل للعلاقات على غرار ما قامت به الدول التي وقعت «اتفاق ابراهيم» بالتوصل الى اتفاق سلام اسرائيلي ـ فلسطيني يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة.

تقارير عن تخفيض السعودية إمدادات النفط للصين... وسعر البنزين في أميركا يصل إلى عتبة 5 دولارات
back to top