أكد مصدر رفيع المستوى في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لـ«الجريدة» أن إيران ابلغت مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، مسبقاً، أنه إذا ما تبنت منظمته القرار الغربي، الذي يدين عدم تعاونها؛ فإنها سوف توقف كل تعاونها خارج إطار «معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية» بشكل كامل.

وحسب المصدر، فإن الرد الإيراني الأول كان وقف 27 كاميرا من كاميرات المراقبة، أما الخطوة الثانية، فستكون إيقاف عمل كل الأجهزة الإلكترونية المرتبطة بالإنترنت لمراقبة تخصيب اليورانيوم «OLEM»، وهي عبارة عن أجهزة استشعار موصولة لشبكة الإنترنت تمكّن الوكالة الدولية من الحصول على معلومات آنية عن حجم تخصيب اليورانيوم ونسبة تخصيبه دون الحاجة لتوجه مفتشيها إلى مراكز التخصيب.

Ad

ويعتبر مراقبون أن الإجراء الثاني أهم وأكثر شدة من وقف عمل الكاميرات.

وأشار المصدر إلى أن الإيرانيين كانوا شبه متأكدين بأن الـ«OLEM»، أميركية الصنع، تقوم بإرسال معلومات للوكالة وبشكل موازٍ لواشنطن وتل أبيب، مضيفاً أن جميع تحليلات أجهزة الاستخبارات الغربية عن تقدم البرنامج الذري الإيراني تعتمد على أجهزة الاستشعار هذه.

ولفت إلى أن ذلك سيعني أن واشنطن ستصبح بحاجة إلى الانتظار حتى تقوم لجنة من المؤسسة الدولية بزيارة طهران للتفتيش وأخذ عينة وتحليلها قبل الخروج بتقرير ومعلومات تعود في أحسن الأحوال إلى شهر سابق. ووصف المصدر الخطوة بأنها بمنزلة «إعلان حرب» على الوكالة، وقال إن القوى الغربية لم تكن تتصور أن تتجرأ طهران على اتخاذها.

وأوضح أن المجلس الأعلى قرّر الحدّ من إصدار تأشيرات جديدة لمفتشي الوكالة الدولية، وتقليص عدد مفتشيها إلى 30 بعد أن كانوا ما بين 400 و500 مفتش.

وذكر المصدر أن اجتماعاً للمجلس عقد الخميس الماضي تضمن اتخاذ خطوات تصعيدية منها مضاعفة كمية تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 و60% إلى أكثر من 50 ضعفاً.

كما هدد قائد البحرية في «الحرس الثوري» العميد علي رضا تنكسيري من «يمهدون لدخول القوى الأجنبية إلى الخليج». وقال إن «من يمنح موطئ قدم للكيان الصهيوني في المنطقة سيزعزع أمنه وأمن المنطقة واستقرارهما».

في سياق آخر، توجت زيارة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى طهران ومحادثاته مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، تناولت التوقيع على وثيقة تعاون شامل، تمتد 20 عاماً.

وتتضمن الخطة التعاون في مجالات النفط والبتروكيماويات والدفاع والزراعة والسياحة والثقافة، وتشمل أيضاً إصلاح مصافي تكرير النفط الفنزويلية وتصدير الخدمات الفنية والهندسية.

وقال الرئيس الإيراني، «لقد أظهرت فنزويلا مقاومة نموذجية لعقوبات وتهديدات الأعداء والإمبرياليين... وثيقة التعاون التي تبلغ مدتها 20 عاماً هي شهادة على إرادة البلدين لتطوير العلاقات». وقال مادورو من خلال مترجم إن رحلات جوية أسبوعية من كراكاس إلى طهران ستبدأ اعتباراً من 18 يوليو.

إلى ذلك، غداة هجوم وصف بالأبرز بسلسلة ضربات تستهدف مناطق متفرقة تنشط بها الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران، أفادت مصادر «المرصد السوري» المعارض، أمس، بأن القصف الإسرائيلي على مطار دمشق الدولي الذي أخرجه عن الخدمة دمر أجزاء واسعة من «صالات المطار القديمة»، التي كانت تستخدم سابقًا لمن يخرجون لأداء فريضة الحج، قبل أن يصبح استخدامها لاستقبال الشخصيات السرية من قادة عسكريين إيرانيين وكوادر «حزب الله» اللبناني.

وكثفت فرق صيانة السورية أعمال الإصلاح لإعادة تشغيل المدرج الشمالي للمطار وأنوار الملاحة وبرج الاتصالات والصالات القديمة و3 مستودعات بعد استهدافها وتضررها بفعل الهجوم الإسرائيلي الذي يعد الـ 15 على الأراضي السورية منذ مطلع العام الحالي.

وأظهرت صور التقطتها الأقمار الاصطناعية ونشرت على «تويتر»، ثلاث مناطق متفرقة من الأضرار على كل من مدرجي المطار، أحدهما عسكري والآخر مدني. وذكرت هيئة البث الإسرائيلي «كان»، أمس، أن القصف، جاء لإرسال رسالة إلى إيران ودمشق واستهدف إحباط محاولات إيران لتهريب منظومات دقيقة إلى «حزب الله» اللبناني، وضمنها تجهيزات تستخدم في تحويل الصواريخ العادية إلى صواريخ عالية الدقة.

في المقابل، دان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، في اتصال هاتفي مع نظيره السوري فيصل المقداد «الاعتداء الاسرائيلي»، في حين شجبت متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية «هجوم إسرائيل الاستفزازي على البنية التحتية المدنية الأساسية» الذي عرض «حياة أبرياء للخطر».

طهران - فرزاد قاسمي