طالبت أوكرانيا بتوضيحات بعد التعليق الواضح الذي وجهه الرئيس الأميركي جو بايدن لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بقوله، إنه رفض التحذيرات الأميركية حول الغزو الروسي قبل الهجوم الذي شنت القوات الروسية على الأراضي الأوكرانية 24 فبراير الماضي، والمستمر حتى اليوم.

وخلال حفل في لوس أنجلس لجمع الأموال للحزب الديموقراطي، مساء أمس، أكد بايدن أن «زيلينسكي لم يُرِد سماع التحذيرات الأميركية قبل غزو روسيا»، مضيفاً: «اعتقَد كثير من الناس أنني أبالغ عندما تحدثت عن هجوم روسي على أوكرانيا قبل أن يبدأ».

Ad

وأشار إلى أن بلاده كانت لديها معلومات في هذا الاتجاه، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين «كان في طريقه لعبور الحدود، ولم يكن هناك شك، لكن زيلينسكي لم يرغب في سماع ذلك»، قائلاً في الوقت نفسه: «أتفهم السبب وراء عدم رغبتهم في الاستجابة للتحذير».

إلا أن القيادة السياسية في كييف أعربت عن استيائها، من تصريحات بايدن، وقال الناطق باسم الرئيس الأوكراني سيرغي نيكيفوروف، اليوم، إن التصريح «يحتاج بالتأكيد إلى تفسير، فزيلينسكي طالب مراراً الشركاء الدوليين بفرض عقوبات وقائية لإجبار روسيا على سحب قواتها المتمركزة بالفعل في المنطقة الحدودية مع أوكرانيا».

ومع تصاعد المخاوف الدولية من حصول أزمة غذائية حادة في العالم نتيجة الحرب في أوكرانيا، أحد كبار مصدري الحبوب، عاد الاقتراح الفرنسي إلى الضوء، إذ أبدت باريس استعدادها للمساعدة على فك الحصار عن ميناء أوديسا، أكبر ميناء أوكراني، وأحد أكبر الموانئ في حوض البحر الأسود.

وفي حين شددت تركيا ان وساطتها بهذا الشأن تحرج نجاحاً، قال مستشار للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: «نحن في تصرف الأطراف لبلورة عملية تتيح الوصول إلى ميناء أوديسا بشكل آمن، أي تمكين السفن من العبور رغم وجود ألغام في البحر».

وأشار إلى دور مهم ستلعبه الأمم المتحدة في هذا الملف، عبر ضمان سلامة الوصول إلى أوديسا، بضمانات «ربما من الجانب الفرنسي».

ويزور ماكرون رومانيا ومولدافيا، الثلاثاء والأربعاء، فيما لم يحدد بعد موعداً لقيامه بزيارة لأوكرانيا، حسبما أعلنت ​الرئاسة الفرنسية​ (الإليزيه).

وحذر الرئيس الأوكراني مجدداً من مجاعة عالمية، وقال للحضور في منتدى «حوار شانغريلا» الأمني بسنغافورة، الذي انضم إليه عبر رابط فيديو، «إذا لم نستطع تصدير غذائنا فسيواجه العالم أزمة غذاء حادة، ومجاعة في كثير من البلدان في آسيا وافريقيا».

وفي وقت تشهد أوكرانيا معارك عنيفة شرق البلاد وجنوبها، سلّمت روسيا، أمس، جوازات السفر لسكان من مدينة خيرسون التي تحتلها قواتها في جنوب أوكرانيا.

وذكرت وكالة تاس الرسمية للأنباء أن 23 من سكان خيرسون، بينهم رئيس الإدارة العسكرية - المدنية للمنطقة فلاديمير سالدو، تسلموا جوازات سفر خلال حفل أقيم، وفق «إجراء مبسط» أتاحه مرسوم وقعه بوتين في نهاية مايو.

ونددت وزارة الخارجية الأوكرانية بهذا الإجراء الخاص، معتبرة أنه «انتهاك صارخ» لوحدة أراضيها.

من ناحية أخرى، وصلت، اليوم، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين إلى كييف، في زيارة خصصتها لبحث طلب أوكرانيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وإعادة إعمار البلد. وقالت فون ديرلاين ان اكييف ستتلقى جواباً خلال اسبوعين على موضوع انضمامها الى الاتحاد.

وتأتي زيارة المسؤولة الأوروبية عقب زيارة مماثلة وغير معلنة لوزير الدفاع البريطاني بن والاس، الذي التقى أمس زيلينسكي ووزير دفاعه أوليكسي ريزنيكوف.

في غضون ذلك، كشف مدير القسم الأوروبي بوزارة الخارجية الروسية، أوليغ تيابكين، أن موسكو سترد على حشد قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بولندا.

وأمس، اجتمع رؤساء 9 دول من وسط أوروبا وشرقها، هي رومانيا وبولندا والمجر وبلغاريا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وتشيكيا وسلوفاكيا، في بوخارست، للمطالبة بتعزيز الخاصرة الشرقية للحلف الأطلسي، قبل أقل من 3 أسابيع من قمة الحلف المقررة من 28 إلى 30 يونيو في مدريد.