طروحات الأسهم الأوروبية تسجل أسوأ أداء منذ 20 عاماً
تقف قيمة طروحات الأسهم في الأسواق الأوروبية عند أدنى مستوى منذ 2003، حيث ترهق المستثمرين الأسواق العاصفة، والتضخم المرتفع، وأسعار الفائدة المتزايدة، وآفاق النمو الاقتصادي القاتمة.وجمعت الطروحات العامة الأولية والثانوية 30 مليار دولار العام الحالي، وهو أسوأ رقم منذ ما يقرب من عقدين، وفق البيانات التي جمعتها «بلومبرغ»، وجاءت أكبر الصفقات من مبيعات حصص في شركات مثل «نورديا بنك» و»دويتشه بنك» و»باركليز» و»غلينكور».
شهية المخاطرة تتبدد
وهزت أسواق الأسهم سلسلة من عمليات البيع الحادة والارتفاعات الوجيزة العام الحالي، إذ تتطلع البنوك المركزية بشكل متزايد إلى رفع أسعار الفائدة لكبح التضخم الجامح.وأدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تبديد أي شهية متبقية للمخاطرة، وكانت الاكتتابات العامة خصوصاً قليلة، حيث إن غالبية عمليات الإدراج الأحدث تتداول بأقل من سعر الطرح.ويتداول مؤشر التقلبات الصادر عن بورصة شيكاغو للخيارات، المعروف بمؤشر الخوف في وول ستريت، عند 26 في المتوسط خلال 2022، أي أعلى من المنطقة المريحة للمستثمرين الذين اعتادوا مستوى حميداً أكثر متوسطه 19 خلال السنوات الخمس الماضية.الأمور ستزداد سوءاً ثم تتحسن
وقالت فيكتوريا سكولار، رئيسة منصة الاستثمار والتداول «انترأكتيف انفستور» (Interactive Investor): «يبدو أن هناك شعوراً في الأسواق بأن الأمور ستزداد سوءاً قبل أن تتحسن... الشركات تنتظر العاصفة نظراً للرياح المعاكسة الخطيرة المحتملة من الركود الأوروبي، والتضخم المتصاعد، وتأثير أي سياسة نقدية أكثر تشدداً سينتهي بنا الأمر بمواجهتها».من غير المعتاد أن تسقط الطروحات العامة الأولية والثانوية في الهاوية في نفس الوقت، فخلال صدمات السوق السابقة، مثل الأيام الأولى لوباء كورونا في ربيع 2020، وأزمة الديون الأوروبية في 2012، والأزمة المالية العالمية، سارعت الشركات المصدرة عادةً إلى بيع الأسهم لدعم مركزها المالي.الأرصدة النقدية
والآن، الأرصدة النقدية بشكل عام في حالة جيدة بفضل التعافي من الوباء، مما يعني أن عدداً أقل من الشركات يضطر للجوء إلى المستثمرين.تجعل التقلبات المتزايدة من الصعب على الطروحات العامة للجمهور أن تتحمل أسابيع من التعرض للأسواق المضطربة وعلى المساهمين اختيار الوقت المناسب لطرح مجموعة من الأسهم.تعليق خطط الإدراج
وأُلغيت العديد من الاكتتابات الأولية العامة في وقت مبكر من العام الحالي، مما دفع جهات الإصدار الأخرى إلى تعليق خطط الإدراج، لكن اضطرت الطروحات التي مضت قدماً إلى تقبل انخفاضات هائلة في الأسعار، بعد أن أصبح المستثمرون أكثر انتقائية بشأن التقييمات والصفقات التي سيدعمونها.ومع ذلك، لا يزال هناك مجال لتعافي مبيعات الأسهم العام الحالي. وقال غاريث مكارتني، الرئيس المشارك العالمي لأسواق رأس المال في «يو بي إس»: «إنها مجرد خدعة ثقة إلى حد ما، حيث إن هناك إقبالاً على الاكتتابات الأولية العامة الكبيرة عالية الجودة... وبمجرد أن تفتح هذه السوق، ستنتعش سريعاً».