انخفضت أسعار عملتي «بتكوين» و«إيثر» اليوم، وسط موجة تراجع واسعة النطاق للعملات المشفرة بعد ظهور بيانات تكشف عن تسجيل معدل التضخم في الولايات المتحدة ارتفاعاً قياسياً جديداً منذ 40 عاماً.

وانخفضت أسعار «إيثر» بنسبة بلغت 5% إلى 14.4 ألف دولار للوحدة، مسجلة أدنى مستوى لها منذ مارس 2021، فيما هبطت قيمة «بتكوين» إلى 27.2 ألف دولار، أو أدنى مستوى لها منذ 12 مايو الماضي.

Ad

وتراجعت تقريباً جميع الرموز المشفرة الكبرى التي تتابعها «بلومبرغ»، مع هبوط عملات مثل «دوج كوين»

و«أفالانش» بنسبة تجاوزت 7% في تمام الساعة 11 صباحاً بتوقيت سنغافورة.

التضخم يحطم الآمال

وتجاوزت أرقام التضخم في الولايات المتحدة يوم الجمعة توقعات المحللين، محطمة أي أمل في أن تكون الزيادة في الأسعار بلغت ذروتها.

وتدهورت أسعار الأسهم بينما قفزت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2008.

وتأثرت أسعار «بتكوين» والعملات المشفرة الأخرى سلباً في الأشهر الأخيرة مع رفع الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة وتصعيد صنّاع السياسة النقدية في العالم جهودهم لمواجهة زيادة الأسعار، مع تراجع قيمة الأصول التي تتسم بارتفاع درجة المخاطرة مثل أسهم التكنولوجيا.

وقال فيجاي أيار، نائب رئيس تطوير الشركة والشؤون العالمية لدى منصة تداول الرموز المشفرة «لونو» (Luno): إن أرقام التضخم في الولايات المتحدة تساعد في تعزيز الاتجاه الهبوطي خلال عطلة نهاية الأسبوع، ومن «المرجح جدا أن نشهد استمرار هذه النزعة التشاؤمية على مدى الأسبوع المقبل خصوصاً مع اقتراب اجتماع اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة (FOMC)».

هبوط المؤشر

وأضاف أيار: «إذا نظرنا إلى الأسواق أثناء فترة الهبوط السابقة، فسنرى أن (بتكوين) انخفضت بنسبة تجاوزت 80%، مع تدهور العملات البديلة عادة بنسبة تتجاوز 90%. فإذا استمرت الحال على ذلك، فإننا قد نشهد انخفاض سعر (بتكوين) بنسبة أكبر على مدى شهر أو شهرين قادمين».

وتجاوزت قيمة عمليات تصفية محافظ التشفير طويلة الأجل 100 مليون دولار يوم الأحد ولليوم الثالث على التوالي، بعد تسجيلها 258 مليون دولار يوم الجمعة و290 مليون دولار يوم السبت، وفق بيانات صدرت عن منصة «كوينغلاس» (Coinglass).

وهبط مؤشر «إم في آي إس كريتبو كومبير 100» للرموز الرقمية (MVIS CryptoCompare Digital Assets 100)، الذي يقيس أداء أكبر 100 رمز مشفر مرجحاً بالقيمة السوقية، إلى أدنى مستوى منذ شهر يناير 2021.

وتعرّض مشروع العملة المشفرة، الذي يوصف بأنه يساعد في إضفاء الطابع الديمقراطي على سلسلة «إيثريوم» بلوكتشين لانتقادات واسعة، بسبب احتمال سيطرته على الشبكة، حيث يخضع للمراقبة عن كثب.

وأصبحت منصة «ليدو فاينناس» للتمويل اللامركزي، أكبر مزود لخدمات الرهان الكبير التي تعرف باسم خدمات الإيداع لعملة «إيثيريوم»، التي تتيح للمالكين طريقة لكسب الدخل السلبي دون الحاجة إلى بيع الرموز المميزة الخاصة بهم.

وتُستخدم العملات المودعة للمساعدة في التحقق من صحة المعاملات وتأمين الشبكة مقابل مكافآت تستند جزئياً إلى مقدار الرموز الجديدة المسكوكة والرسوم المُحصلة، وتحظى هذه الممارسة بشعبية واسعة بين مستخدمي البورصات الرائدة مثل «كوين بيس»، و»كراكين»، و»بينانس»، والتي تضم مجتمعة نحو 2.5 مليون عملة «إيثريوم» على منصاتها.

مخاطر أمنية

مع إيداع أكثر من 4 ملايين عملة «إيثر» على منصة «ليدو»، أو 32 في المئة من إجمالي العمولات المودعة، فإنّ تركُّز هذا المبلغ الكبير يُنذّر بالخطر، حيث يقول النقاد إن كياناً واحداً يحتوي على كمية هائلة من عملة إيثريوم يمكن أن يزيد من المخاطر الأمنية على الشبكة. تنتقل « إيثريوم» إلى ما يوصف بأنه عملية أقل كثافة في استخدام الطاقة تعرف باسم «إثبات الحصة» من آلية «إثبات العمل الحالي».

وبموجب تحديث النظام المعروف باسم «الدمج»، يتطلّب الرّهان المنفرد إعداد أجهزة مخصصة والاحتفاظ بمبلغ لا يقلّ عن 32 عملة «إيثريوم» تُقدّر بحوالي 54 ألف دولار، بناء على أسعار العملة الحالية. لا تتطلب خدمات الرهان (المعروفة بالإيداع) مثل منصة «ليدو» ذلك، بل تُسهِّل الرهان أمام صغار المستثمرين.

هجوم مركزي

من جهته، حذّر داني ريان، الباحث في مؤسسة «إيثريوم فاونديشن» الداعمة للشبكة في مقال حديث أنّ هيمنة «ليدو» على هذه الخدمات قد تؤدي إلى هجوم مركزي على الشبكة، عندما تتحول إلى إجماع إثبات الحصة، لأن أغلبية قوة الرهان ستكون مركزة.

كما اقترح ريان أن تفرض «ليدو» ومشاريع العملات المشفرة المشابهة لها حدوداً على مستوى حصتها من عملات إيثريوم المودعة، وحذّر المستثمرين من تعرّضهم للبروتوكول بسبب المخاطر «المتأصلة» الناجمة عن التركيز المفرط. يمكن أن تشكّل سيطرة كيان واحد على دفتر الحسابات الموزع عائقاً أمام تسجيل الكتل الجديدة.

من جانبه، أوضح فاسيلي شابوفالوف مُطوِّر منصة «ليدو» أنّه لا يتفق مع حل الحد الذاتي، حيث أشار في مقابلة إلى أنّ أحد أسباب تأسيس المنصّة يكمن في تحقيق اللاّمركزية في عوائد «إيثر» ومنع البورصات المركزية من السيطرة على السوق. كما تضمن «ليدو» أيضاً المزيد من الشفافية بشأن المدققين المسؤولين عن الرّهان، حيث يُدقِّق 21 مسؤولاً في عمليات تداول «الإيثريوم» وفقاً لموقع «ليدو».

وفي هذا السياق، أشار لويل هاربورن، مؤسس منصة اللامركزية «ديفيرسيفاي»، إلى أنّ اقتصار «ليدو» على حصص «الإيثر»، لن يؤدّي بالضرورة إلى نمو مشاريع الحصص الأخرى.

وتُعتبر منصة «روكيت بوول» ثاني أكبر منصة مشابهة لمنصة «ليدو «، وتضمّ حوالي 182.192 من عملة «إيثر» المودعة ، وفقاً لـ»ديون أناليتيكس».

اعتبر أليكس سفانيفيك، الرئيس التّنفيذي في منصة «نانسن» لتحليلات سلاسل الكتل «بلوكتشين» وعضو في المنظمة المستقلة اللّامركزية (DA0) التي تدير «ليدو» أنّ فرض القيود الذاتية لايزال مبكراً جدّاً.

وقال: «يمكنك بسهولة تخيّل كيان أكثر مركزية أو أكثر خبثاً مع عدم وجود قيود ذاتية تتسابق مع «ليدو».

ورفضت «كراكن»، ثاني أكبر منصة لحصة «الإيثر»، الكشف عن المعلومات المتعلقة بالمدققين.

وأشارت البورصة إلى أن حصتها السوقية تبلغ أقل من 10%.