في اليوم الرابع بالمنتدى الأمني الرئيسي في آسيا، الذي شهد اجتماعات ولقاءات ثنائية نادرة لم تسفر عن أي بوادر لتهدئة التوتر المتصاعد بين أكبر قوتين في العالم، واصلت الصين تحذيراتها للولايات المتحدة، كاشفة أمس، عن تقدم كبير في تطوير أسلحة نووية جديدة، مؤكدة أن تايوان كانت وستبقى جزءاً منها وسنقاتل حتى النهاية إذا حاول أي كان فصلها عنها.وفي أحدث جولات الحرب الكلامية المتصاعدة مع الولايات المتحدة، قال وزير الدفاع الصيني وي فنغ خه، لأعضاء الوفود المشاركة في حوار «شانغريلا» بسنغافورة إنه، «على مدى أكثر من خمسة عقود نتبع دائماً مساراً مناسباً لتطوير القدرات النووية لحماية بلادنا، ومن الإنصاف أن نقول تم تحقيق تقدم كبير».
وأضاف: «طورنا القدرات النووية لحماية العمل الدؤوب للشعب الصيني وحمايته من ويلات الحرب النووية، وسياسة الصين ثابتة لن نكون الطرف البادئ في استخدامها لكننا سنستخدمها للدفاع عن النفس».ورداً على سؤال حول تقارير تحدثت العام الماضي عن بناء أكثر من 100 صومعة صواريخ نووية جديدة في شرق الصين، أكد وي أنه تم تشغيل ونشر الأسلحة النووية التي ظهرت في عرض عسكري عام 2019 في بكين وتضمنت راجمات مطورة لصواريخ بالستية عابرة للقارات من طراز دي إف-41.
قتال للنهاية
وفي رد قوي على تنديد نظيره الأميركي لويد أوستن بالنشاط العسكري «الاستفزازي والمزعزع للاستقرار» قرب تايوان، شدد وي على أن الصين «ستقاتل حتى النهاية» لمنع الجزيرة من إعلان الاستقلال.وقال وزير الدفاع الصيني: «سنقاتل بأي ثمن وسنقاتل حتى النهاية. هذا هو الخيار الوحيد لنا، والذين يسعون إلى استقلال تايوان في محاولة لتقسيم الصين بالتأكيد لن يصلوا إلى نهاية جيدة». وتابع: «لا ينبغي لأحد أن يقلل من تصميم القوات المسلحة الصينية وقدرتها على حماية وحدة أراضيها».واعتبر وزير الدفاع الصيني أن «الاستراتيجية الأميركية في المحيطين الهندي والهادئ ستؤدي إلى المواجهة»، موضحاً أن «الصين تعتبر أن علاقاتها مع الولايات المتحدة وصلت إلى مرحلة حرجة».وحض وي نظيره الأميركي على «الكف عن تشويه سمعة الصين واحتوائها والكف عن التدخل في شؤونها والتوقف عن الإضرار بمصالحها». لكنه اعتمد نبرة أكثر تصالحية في بعض النقاط، داعياً إلى علاقة «مستقرة حيوية للسلام العالمي».اليابان والصين
وفي النقطة الساخنة الأخرى، أكد وي أن الصين تحترم حرية الملاحة في البحر الجنوبي، الذي تتنازع على موارده الغنية مع كل من بروناي وماليزيا والفلبين وتايوان وفيتنام، مؤكداً أن «قوة عظمى ما تمارس منذ فترة طويلة هيمنة ملاحية تحت ستار حرية الملاحة» في إشارة واشنطن.وبحضور وزراء دفاع من آسيا والعالم أجرى أوستن ووي أول لقاء بينهما على هامش قمة سنغافورة الجمعة، ووقع سجال بينهما حول تايوان.وفي خطاب أمام القمة السنوية، التي تستغلها القوتين النوويتن في طرح رؤيتهما الأمنية للمنطقة، انتقد أوستن إكراه الصين المتزايد لتايوان وازدياد أنشطتها العسكرية الاستفزازية، في حين حذّر من أنه «إذا تجرأ أي شخص على فصل تايوان، فلن يتردد الجيش الصيني بكل تأكيد في بدء حرب مهما كلف الأمر وسحق أي مخطط لاستقلالها إلى أشلاء».غلق الباب
وفي تايوان، رفض رئيس الوزراء سو تسينغ تشانغ إغلاق الباب أمام الصين وأبدى استعداده للتواصل بنية طيبة لكن على أساس المساواة ودون فرض شروط سياسية مسبقة، مؤكداً أنها «تستخدم وسائل مختلفة لقمع تايوان ومعاملتها بشكل غير منطقي».إلى ذلك، كشف وزير الدفاع الياباني نوبو كيشي، أمس، عن اتفاق مع نظيره الصيني على تعزيز الحوار، داعياً بكين إلى «ضبط النفس» في نزاعات البحرين الشرقي والجنوبي.وأوضح كيشي أن اليابان حذرت من محاولات الصين تغيير الوضع الراهن في البحرين، وأكدت أن السلام والأمن في مضيق تايوان ليس مهماً لها فقط ولكن للمجتمع الدولي كله وأعربت عن قلقها من الطلعات الجوية الصينية والروسية بالقرب منها.أول مصافحة
في أوّل اتّصال من نوعه منذ 3 سنوات، أكّد وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارلس أنّه تعرّف إلى نظيره الصيني في القمّة الأمنيّة بسنغافورة وصافحه، قبل أن يجريا محادثات استمرت أكثر من ساعة.وقال مارلس، الذي يشغل منصب نائب رئيس وزراء أستراليا كذلك، «كانت فرصة لإجراء محادثات صريحة وشاملة جداً تناولت عدداً من القضايا، ومن المهم حقاً في هذا الوقت وجود خطوط حوار مفتوحة».وأضاف: «العلاقات بين أستراليا والصين معقدة. وبسبب ذلك تحديداً، من المهم حقاً أن ننخرط في حوار في هذا الوقت».ودعا مارلس الصين إلى التحلي بالشفافية بشأن تعزيزاتها العسكرية، مؤكداً أن «انعدام الأمن هو الدافع لسباق التسلح، ولا يمكن تحمل رؤية ذلك يحدث في هذا الجزء من العالم».بدورها، عبرت وزيرة الدفاع الكندية عن قلقها وانزعاجها من سلوك الصين في عدد من القضايا منها العلاقات الدبلوماسية وسرقة الملكية الفكرية وللفضاء السيبراني والفضاء الجوي الفعلي. وفي وقت سابق، أفادت تقارير حديثة بأن طائرات مقاتلة صينية قامت باعتراض طائرات كندية تساعد في تنفيذ عقوبات ضد كوريا الشمالية، وهو تصرف وصفه رئيس الوزراء جاستن ترودو بأنه «غير مسؤول واستفزازي».