بعد الضجة الكبيرة التي أحدثتها تصريحاته باقتراحه التنازل عن أراضٍ أوكرانية لمصلحة روسيا لإنهاء الحرب التي شنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا، أعلن وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر، أنه يجب على الدول الغربية أن تأخذ بعين الاعتبار المصالح الروسية عند مناقشة تسوية سلمية للوضع في أوكرانيا من أجل تجنُّب زيادة النفوذ الصيني على موسكو وعدم تحول روسيا إلى موقع صيني أمامي في أوروبا، محذراً من أوقات صعبة مقبلة في الشرق الأوسط وآسيا.وفي مقابلة نشرت على الموقع الإلكتروني لصحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، قال كيسنجر «99 عاماً»، «السؤال الآن هو كيفية إنهاء هذه الحرب»، مضيفاً «بعد أن تنتهي، يجب إيجاد مكان لأوكرانيا، وكذلك لروسيا، إذا كنا لا نريد أن تتقدّم روسيا وتصبح في موقع استراتيجي أمامي للصين في أوروبا».
وجادل كيسنجر بأنه الآن، حيث تواجه أوروبا وأميركا «قضايا كبيرة» في علاقاتهما مع الشرق الأوسط وآسيا، فليس من مصلحة الولايات المتحدة السماح للصين ببناء قوتها بشكل أكبر، وقال «لا أعتقد أن الهيمنة على العالم مفهوم صيني، لكن من الممكن أن تصبح الصين قوية جداً، وهذا ليس في مصلحتنا».ليس لدى كيسنجر أي شك في أن واشنطن وبكين هما الآن خصمان، لكنه يؤكد أن القوتين العظميين «لديهما حد أدنى من الالتزام المشترك» لمنع حدوث تصادم كارثي، وحذر كيسنجر من استعداد بعض الدول لاستغلال التنافس بينما تسعى دول أخرى إلى الحصول على مساعدة من إحدى القوى العظمى، «نحن نتجه إلى فترة صعبة جداً في الشرق الأوسط وآسيا».وفي حديثه عن حلف شمال الأطلسي «الناتو»، قال كيسنجر «من المهم المحافظة على منظمة تعكس التعاون بين أوروبا وأميركا».وأضاف «لقد اجتمعت دول الناتو بشأن قضية أوكرانيا لأنها ذكّرتهم بالتهديدات القديمة، وقاموا بعمل جيد جداً وأنا أؤيد ما فعلوه»، لكنه أشار إلى أنه من الضروري «الاعتراف بأنه ستكون هناك أسئلة كبيرة في علاقات الشرق الأوسط وآسيا مع أوروبا وأميركا».وكان كيسنجر تنبأ بشكل أساسي بالوضع الحالي الذي أدى إلى حرب روسية في أوكرانيا في مقال رأي نُشر قبل 8 سنوات في صحيفة «واشنطن بوست».
زيارات إلى كييف
وفي وقت يواصل الجيش الروسي ضرب البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، بهدف «تحرير» أراضي دونباس، وبينما تستمر أوكرانيا في الدفاع المستميت بدعم مادي وعسكري من الغرب، ينوي المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجموعة السبع خلال عام 2022، السفر إلى كييف قبيل عقد قمة «السبع» الصناعية الكبرى نهاية يونيو الجاري، وفق ما أوردته صحيفة «بيلد» الألمانية، مشيرة إلى أنه يعتزم القيام بالزيارة برفقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي.أورتيغا
في غضون ذلك، طلب رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا من البرلمان المصادقة على مرسوم يسمح بدخول قوات أجنبية، ولاسيما روسية وأميركية، لإجراء تدريبات مشتركة على المساعدة الإنسانية ومكافحة تهريب المخدرات.وأحيل هذا المرسوم الرئاسي الأسبوع الماضي، «على وجه السرعة» على مجلس النواب الذي يهيمن عليه أنصار الرئيس، وأدرج في جدول أعمال غداً.ويتعلق هذا النص بالعسكريين الأجانب، إضافة إلى السفن والطائرات. ويسمح بدخول «بتناوب» للجنود الروس للمشاركة مع جنود نيكاراغوا «في تبادل الخبرات وتدريب الجيش وعمليات المساعدة الإنسانية».