علمت «الجريدة»، من مصادرها، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بعثت برسالة تهدئة إلى طهران، بعد أسبوعين ساخنين، شهدا مصادرة ناقلة نفط إيرانية قبالة اليونان، واغتيال جنرالين في «الحرس الثوري»، وصدور قرار يدين طهران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ثم احتجاز الأرجنتين طائرة إيرانية خرقت العقوبات الأميركية. الرسالة التي حملها إلى طهران دبلوماسي أوروبي، عبارة عن نصائح أميركية بضرورة تجنب الجمهورية الإسلامية، في لحظة انفعال أو غضب، تخطي «خطوط حمر» مثل إطفاء أجهزة الاستشعار الخاصة بتخصيب اليورانيوم في منشآتها النووية، كما فعلت مع كاميرات المراقبة التابعة للوكالة الذرية.
مضمون الرسالة يمكن تلخيصه بأن الظروف مهيأة لحرب أو لعمل عسكري كبير يقوم به خصوم طهران في المنطقة وبالتالي يجب على إيران التصرف بمسؤولية لكي لا تنزلق طوعاً إلى معركة. وكما هو معروف عن أن النصائح الأميركية عادة ما تكون مغلفة بالتهديدات، فإن الرسالة حذرت طهران من استخدام «بند الزناد» الذي يسمح بإعادة جميع العقوبات الدولية عليها، تحت البند السابع، الذي يجعل استخدام القوة خياراً مطروحاً لدى واشنطن، التي لديها الكثير من الأوراق للتفاوض على تمريره مع موسكو وبكين. وبحسب المصادر، أكدت الرسالة أن وقف أجهزة الاستشعار يعني إدخال الوكالة الدولية للطاقة والمجتمع الدولي في غيبوبة بشأن تقدم برنامج إيران النووي، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى استنتاجات عن مدى تطور البرنامج قد تدفع باقي الأطراف في المنطقة إلى التفكير في عمل عسكري ضد إيران وحينها سوف تدعم واشنطن موقف حلفائها وأمنهم دون تردد.
ورغم ذلك شددت الرسالة على تمسك الأميركيين بالدبلوماسية لحل الخلافات وألقت الكرة في ملعب طهران للعودة إلى التفاوض في فيينا تحت أي شكل.جاء ذلك في وقت أعلنت السلطات الأرجنتينية احتجاز طائرة ركاب تابعة لإيران مؤجرة لفنزويلا على متنها أشخاص على صلة بـ «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري. وقال وزير الأمن الأرجنتيني أنيبال فرنانديز عبر «تويتر» أمس، إن «الحكومة احتجزت طائرة فنزويلية فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليها»، مضيفاً أن سلطات المطار صادرت جوازات خمسة إيرانيين كانوا على متنها. وذكرت تقارير أرجنتينية أن «السلطات في مطار بوينس آيرس، احتجزت طائرة من طراز بوينغ 747 مملوكة لشركة ماهان، التي عاقبتها الولايات المتحدة بتهمة تسهيل نقل أسلحة من الحرس الثوري إلى جماعات متشددة ومتمردة»، مفيدة بأن الطائرة «كانت قادمة من المكسيك، ويرتبط بعض أفراد طاقمها بفيلق القدس المسؤول عن العمليات الخارجية بالحرس». في هذه الأثناء، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت من أن إيران باتت تقترب من إنهاء برنامج الأسلحة النووية الخاص بها، وصنع قنبلة فتاكة، داعياً، عبر صحيفة «تليغراف» البريطانية، المجتمع الدولي والغرب، إلى الوقوف في وجه طهران، ومنعها من إنتاج القنبلة في ظل قيامها بتخصيب اليورانيوم بمعدلات غير مسبوقة.