جامعة الكويت
الجدل الدائر حول تصنيف مكانة وترتيب جامعة الكويت بين الجامعات حول العالم مهم، ويجب أن يستكمل لعل أصداءه تصل إلى مسامع حكومتنا الرشيدة.فالآن هي مصنفة 1001 وهذا رقم معيب خصوصاً أننا بلد لديه موارد مالية كبيرة، ولدينا جامعة مكتملة الأركان بكل التخصصات منذ عام 1966، ويبقى السؤال: لماذا وصل بنا الأمر إلى هذا المستوى؟! ويطرح سؤال أيضاً: هل يأمل أي عاقل التطوير مع استمرار انخفاض جودة التعليم بشكل عام والجامعي بشكل خاص؟!عن نفسي للأسف أجد الكارثة مستمرة لأن المسؤولين عن التعليم في البلد يعتقدون أن التعليم وظيفة كباقي الوظائف مع العلم أن التعليم رسالة يجب أن ترسل إلى الجميع دون استثناء بشكل راقٍ ومحترم، آخذين بعين الاعتبار مدى التقدم العلمي الحاصل في العالم أجمع.
الأخطر من ذلك كله أن نسمع عن همس يدور بين أبناء الجامعة حول توجه لمجموعة تعمل داخل أسوارها معنية بإضعافها لكي تستفيد جامعة خاصة بعينها، والمؤشرات الفعلية تدلل على إمكانية قبول هذه الفكرة، وهنا تكمن الكارثة!فكرة تحول الفساد في البلد إلى فساد مؤسساتي يشمل جميع القطاعات بما فيها التعليم، مجلسا الوزراء والأمة معنان أكثر من غيرهما لمتابعة ما يحصل في الجامعة لأن استمراره محبط ومؤذٍ لصورة بلد عرف عنه تاريخياً الاهتمام بالعلم والتعليم والثقافة والفنون. يجب أن تشكل لجنة تحقيق برلمانية تناقش ظروف هذا الانحدار الخطير في مستوى جامعة الكويت بشكل خاص والتعليم بشكل عام، لأن استمرار الإشاعات واستمرار حصول جامعة بعينها على أغلب البعثات يفتح الباب على مصراعيه لأسئلة أراها مستحقة: من يدعم هذه الجامعة ؟ وهل هناك استفادة مالية من هذا الدعم؟أدرك أن ماما الحكومة لا تلتفت إلى ما يكتب وينشر، وأدرك أيضاً أن المحاسبة في البلد تحولت إلى شعارات فارغة المضمون، وأن مجلس الأمة فعلياً تحول إلى مبنى تاريخي جميل تجول يوماً بين ردهاته أسماء بحجم السماء كأحمد الخطيب وجاسم القطامي وسامي المنيس وعبدالله النيباري وأحمد الربعي وحمد الجوعان ويعقوب حياتي، رحمهم الله، وأطال الله في عمر من ما زالوا بيننا كمشاري العنجري وأحمد السعدون.باختصار أكتب لأنني لا أملك سوى الكتابة، لأترحم على بلد تحول من درة الخليج إلى قعر المحيط.فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.