بروباغندا الأخبار الغربية
كل الأخبار التي تصلنا عبر الإعلام الغربي غير حقيقية وغير صحيحة، هي دائما ما تعكس توجهات استراتيجيات غربية قالبة الحقائق رأسا على عقب من أجل تثبيت أجندات الغرب، وعلينا القبول بها رضينا أم لم نرض، إذ نجدها تتلاعب في توجهاتنا وتفرض علينا أجنداتها بإعلامنا المسير خلفها، وأحيانا يدرج إعلامها منظمات كـ(داعش وطالبان) ويتهمهما بالإرهاب وهو من صنعهما، وكذلك لا ننسى (بوكو حرام) و(الحشد الشعبي)، ونحن ما علينا سوى مسايرتهم في قوائمهم الإرهابية، حيث يصنعون الإرهابيين مثل أبو بكر البغدادي وأحمد شاه مسعود، وحين تمردا على الأجندات تم وضعهما على قائمة الإرهاب، ونحن ما علينا إلا أن نساير الغرب في جميع أجنداته.للأسف فُرِضت علينا الأخبار الأحادية التوجه، والمعلومات الموجهة لجهة ما من أجل التأثير على سلوكنا وتوجهنا، بالتأكيد ستفرض على جميع القنوات الإعلامية ووكالات الأنباء، حيث تضيع بوصلة الحقائق إذا كانت هذه البروباغندا ذات تأثير إعلامي كبير وجميع مصادر إعلامنا يستقي الأخبار منهم.مثلًا ضاعت حقيقة مقتل رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري، بين السياسة الأميركية الصهيونية القذرة التي تحمل بروباغندا ضد حزب الله وبين هذا الأخير والشعب اللبناني الذي ينتظر الحقيقة المطلقة، وكل الدلائل تشير إلى تورط الأول في مقتله؛ لكن لا يمكنك الجزم إذا كان هناك توجه إعلامي يقلب الحقائق.
مع الإعلام ذي القطب الواحد الموجه يتجلى التضليل الإعلامي الغربي، وهذا ما لاحظناه في الحرب الصهيوأميركية الكونية الشرسة على سورية، ولا ننسى الهجوم على العراق الذي نختلف سياسيا مع حاكمه، جراء كذبة امتلاكه أسلحة دمار شامل بعد تشغيل آلة البروباغندا على أكمل وجه بكل قنواتها وأساطيرها التلفيقية ومنظريها من الخونة في كل بقاع الأرض.وضاعت بوصلة حقيقة هجمات 11 سبتمبر 2001 أيضاً، والتي تدعي الإدارة الأميركية فيها تعرضها لهجمات إرهابية طالت برجي التجارة الدولية ومقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ولا نعلم حقيقة هذه الأخبار من عدمها.القصد فيما تقدم أنه لا يمكن لمتتبع الأخبار الوصول إلى الحقائق من الإعلام- حتى لو كان غير حكومي- لأنه دائما ما يحمل بروباغندا أحادية القطب. والإعلام الغربي يستخدم أسلوب العصا والجزرة في عملية بث الأخبار، وعلينا أن نقبله بكل سوءاته كونه الأكثر انتشارا وأكثر تأثيراً، لذا نجد أن الكثير من الشعوب المستضعفة لا تستطيع أن تواجه هذا الإعلام الموجه، وبالتالي الأغلبية تسايره وفق أجنداته.قَبِل الأغلبية باستحمار عقولهم، ورضخوا للقبول أن رجال المقاومة الفلسطينية إرهابيون وأن الصهاينه حمائم السلام، وكرسوا فينا أن الصهاينة يدافعون عن أنفسهم وأن الفلسطينيين يعتدون عليهم، وكأن الفلسطينيين هم المحتلون! فالإعلام الغربي المنافق، كالبحر اللجي، يلعب بالعقول كما يلعب الطوفان بالسفينة في وسط البحر الهائج، ولهذا نحذر من ركوبه أو مسايرته وفق أجنداته لأن أهدافه خبيثة.من أولويات أهدافه العمل على عدم اتفاق الدول الإسلاميةعلى منهج الإسلام، وتضارب الديانات والمذاهب، وزرع العداوات بين بلدانه، وديننا الحنيف يدعونا إلى الترابط وعدم التفرقة في قوله تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا»، وإعلامه القذر يدفع بنا للتفرقة وتخويف بعضنا من بعض، والمدرك وصاحب العقل الراجح لا تنطلي عليه البروباغندا الغربية، ولكن هناك للأسف البعض يسايره خوفا من سطوته، وآخر ينشر نفاقه من أجل مصالحه، وآخرون من القوم المنافقين يكرسون أهدافهم من أجل المكاسب والمال والجاه، وهناك دول إسلامية تكرس أجنداتها من أجل البقاء في الحكم، والضحية هي الشعوب الإسلامية. المثير والغريب أن مفكرينا وأدبائنا القريبين من صنع القرار، فضلاً عن المستشارين، في سبات عميق، لا يوجهون ولا يبدون رأيا حصيفا في مواجهة هذا الغول (الإعلام الغربي)، وكأنهم من المسايرين من أجل مصالحهم ولا تهمهم مصالح الأمة.العجيب لدينا أحزاب وتكتلات وقنوات فضائية محسوبة على المنطقة؛ لكنها تدعم اللوبي الأميركي في إعلامه الموجه ضد بعضنا بعضا إلا ما رحم ربي، وتدعم حروبه العبثية في المنطقة، بل تحاول أن تكرس بروباغندا الغرب وتكريس العنصرية الموجهة، وهذا، كما ذكرنا، إما لمصالح شخصية وإما لما تنتاب هذه الفئات من الحقد الدفين تجاه بعض الدول الإسلامية، وهذا بالطبع ما يبتغيه الغرب.* كاتب بحريني