مقتل خبيري صواريخ إيرانيين وإسرائيل تتوقع رداً في تركيا
مسؤول أميركي: رد طهران على إدانة «الوكالة الذرية» يهدد «الاتفاق النووي» لكنه لا يقتله
تلقت المؤسسة العسكرية الإيرانية ضربة مزدوجة بمقتل عنصرين بالقوة الفضائية في حادثين منفصلين يُعتقَد أنهما ضمن سلسلة عمليات تقف وراءها تل أبيب، في حين دعا وزير الخارجية الإسرائيلي مواطني بلاده لمغادرة إسطنبول فوراً بعد تشديد بلاده ضغوطها ضد طهران على عدة محاور في ظل انسداد مسار إحياء الاتفاق النووي.
توالت سلسلة الاغتيالات والحوادث الغامضة التي تستهدف شخصيات إيرانية عسكرية ومدنية بارزة مع احتدام الخلافات بشأن أنشطة طهران النووية على الساحة الدولية، وأفادت تقارير إيرانية بمقتل علي كماني ومحمد عبدوس، وهما عضوان في «الوحدة الجوفضائيّة» التابعة لـ«الحرس الثوري» بمدينتي خمين وسمنان وذلك في حادثين منفصلين بينهما ساعات قليلة ليل الأحد ـ الاثنين.وأعلنت العلاقات العامة لـ«الحرس» في محافظة مركزي، مقتل الملازم كماني في حادث سيارة أثناء مهمة في خمين، لكنها نعته بـ«الشهيد» وكذلك فعل قائد «الحرس الثوري» بالمحافظة. وأشار البيان إلى أن «كماني لعب دوراً في الدفاع عن الوطن أثناء انضمامه إلى القوة الجوية». وبعد ساعات، أفادت وكالة أنباء «فارس» بأن محمد عبدوس، موظف في شركة سمنان للطيران، «استشهد خلال مهمة» في محافظة سمنان التي تضم قاعدة لإطلاق الصواريخ حاملة الأقمار الصناعية.
لكن تقارير عبرية ذكرت أن عبدوس يعمل بمجال تصنيع الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.وفي الأسابيع الأخيرة، شهدت عدة مدن إيرانية حوادث غامضة يعتقد أن عناصر تابعة لـ«الموساد» الإسرائيلي تقف وراءها. وفي 22 مايو قتل العقيد البارز في قوات «فيلق القدس» حسن صياد خدائي بهجوم مسلح شرق العاصمة طهران. وعقب ذلك قتل العقيد في «فيلق القدس» علي إسماعيل زادة، فيما ذكرت مصادر مقربة من «الحرس» أن زادة لقي مصرعه جراء سقوطه من شرفة منزله في مدينة كرج بعد أن اتهم بالتورط في اغتيال خدائي الذي كان مسؤولاً عن نقل تكنلوجيا الصواريخ والطائرات المسيرة إلى الفصائل والميليشيات المتحالفة مع طهران في سورية ولبنان وغزة.كما تسبب انفجار بموقع بارشين، الذي يستخدم لاختبار صواريخ قد تحمل رؤوساً نووية، عن مقتل الخبير بمركز الأبحاث التابع لوزارة الدفاع إحسان قدبيجي. وقبل أسبوع، توفي المتخصص بمجال الطيران في يزد، أيوب انتظاري، بشكل مريب، وأدلى المسؤولون المحليون بتصريحات متناقضة عن «استشهاده».
تهديد وتطمين
في المقابل، جددت الحكومة الإيرانية تهديدها بـ «اتخاذ اللازم ضد إسرائيل».وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي: «إن الكيان الصهيوني يقوم على الإرهاب والقمع والقتل، واستمراره يقوم على ذات الطبيعة الإرهابية». وأضاف: «من الطبيعي أن نتوقع من المؤسسات الدولية توجيه رد واضح على الأعمال غير المشروعة والإرهابية لمثل هذا الكيان».من جهته، أشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة إلى قصف «الحرس الثوري» لما وصفه بـ«مقر للموساد في أربيل بشمال العراق». وقال إنه كان «عملية جراحية صغيرة وأصابت الهدف»، موضحاً أن «ردنا على أفعال إسرائيل سيكون في مكانه وليس في دولة ثالثة». واستكمالاً لسلسلة ردود الفعل الإيرانية ضد القرار الغربي الصادر عن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأربعاء الماضي، وأحدث تقارير الوكالة بشأن البرنامج النووي الإيراني، أكد زادة أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي يمكنه زيارة إيران «كسائح». واتهم المتحدث الإيراني غروسي بتغيير خطابه وأدبياته تجاه طهران وبـ«تلقي أوامر» من إسرائيل بعد زيارته لها في «الزمن الخطأ والمكان الخطأ وعقد لقاء مع الشخص الخطأ» في إشارة إلى اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت.مغادرة إسرائيلية
في غضون ذلك، جددت السلطات الإسرائيلية تحذيرها لمواطنيها بتركيا بعد يوم واحد من إعلانها إحباط مخطط إيراني لاختطاف سياح إسرائيليين فيها مايو الماضي.ودعا وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، مواطني بلاده الذين يزورون إسطنبول، إلى المغادرة «في أقرب وقت ممكن».وجاء ذلك في وقت كثفت إسرائيل تحركاتها الدبلوماسية والعسكرية للضغط على إيران عبر عدة مسارات مع ارجاء التوقيع على تفاهم بين طهران وواشنطن لإحياء الاتفاق النووي.وتحت ذريعة التهديدات الصاروخية الإيرانية قصف الطيران الإسرائيلي، الجمعة الماضية، مطار دمشق الدولي، في خطوة قالت مصادر إسرائيلية إنها رسالة تحذير للرئيس السوري بشار الأسد بضرورة الابتعاد عن إيران. وتزامن ذلك مع تصعيد بالحرب الكلامية بعدما كشفت أوساط عبرية نشر منظومة رادارات إسرائيلية بالخليج، وصولاً للتهديدات التي ساقها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي ضد «حزب الله» وتحذيره للمواطنين اللبنانيين من «هجوم غير مسبوق» في حال نشوب قتال على خلفية بدء إسرائيل استخراج الغاز من حقل «كاريش» البحري المتنازع عليه.ضربة غير مميتة
إلى ذلك، اعتبر مسؤول أميركي رفيع، في تصريحات لصحيفة «فاينانشال تايمز»، الخطوة الإيرانية الخاصة بإزالة 27 كاميرا تابعة للوكالة الدولية للطاقة من منشآتها النووية «ضربة خطيرة لكنها لا تزال غير قاتلة» لمحاولات إحياء الاتفاق النووي، مشيراً إلى أنه «لا يزال بالإمكان التراجع عنها». وعلى الرغم من ذلك، حذر المسؤول من أنه «كلما طالت فترة غياب الكاميرات، زادت صعوبة الدخول من جديد في الاتفاق».ونقلت الصحيفة عمن وصفته بـ «أحد المطلعين على النظام الإيراني» قوله، إن الرئيس جو بايدن الذي أثبت حتى الآن «حالة بالغة من الضعف تجاه السياسيين الأميركيين المعارضين للاتفاق النووي» قد استغل خطوة ايران «للذهاب إلى الصقور في واشنطن، وإخبارهم بأن خطة العمل الشاملة المشتركة أفضل من لا شيء، وأن عليه تقديم تنازلات». وقال المصدر إنه «إذا تنازلت طهران عن مطلب رفع الحرس الثوري من قوائم الإرهاب الأميركية، فسيكون الأمر بمثابة المساومة على شرعية الجمهورية الإسلامية، لأن الحرس الثوري هو من يدير البلاد».