مقاربة أميركية إقليمية للتعامل مع إثيوبيا
![استراتيجي بريدج](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1655140260352922600/1655140282000/1280x960.jpg)
لكن نظراً إلى انعدام الثقة بين الولايات المتحدة وإثيوبيا راهناً، تستطيع أطراف ثالثة أن تؤدي دوراً بارزاً، فثمة فرص واعدة لتطبيق مقاربة إقليمية فاعلة، ويجب أن تستفيد الولايات المتحدة من التقدم الذي يحرزه مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الإفريقي للربط بين المعايير الإنسانية والمبادرات الديموقراطية والتمكين الإقليمي، فقد كان مجلس التعاون الخليجي طرفاً محورياً في اتفاق السلام بين إريتريا وإثيوبيا في عام 2018، وقد عبّر عن رغبته المتزايدة في أداء دور دبلوماسي متوسّع في المنطقة، وفي المقابل، تبدو إنجازات الاتحاد الإفريقي في حل الصراعات محدودة، لكنه أثبت براعته السياسية في التفاوض على وقف إطلاق النار.سيكون وقف إطلاق النار أول خطوة أساسية قبيل إقرار أي تسوية سياسية دائمة، ويمكن دعم أي حل إقليمي فاعل عبر تشجيع مجلس التعاون الخليجي على تأمين المساعدات الناقصة وزيادة استثماراته في القرن الإفريقي، ويجب أن تُعطى الأولوية للاستثمارات الزراعية التي تضمن مرونة اقتصادية طويلة الأمد في وجه تداعيات الجفاف المتكرر، لكن يُفترض أن تسعى السياسة الأميركية أيضاً إلى تمكين الهيئات الإقليمية التي تقودها إفريقيا (مثل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية ومنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية) من تخفيف اتكالها على المساعدات الطارئة. ووفق تقديرات الخبراء، يمكن إخراج حتى 30 مليون شخص من حالة الفقر المدقع بحلول عام 2035 عبر منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية وحدها، فلا تكتفي هذه المؤسسات بتقديم حوافز اقتصادية جماعية، بل إنها قد تشكّل ورقة ضغط لترسيخ الحُكم الرشيد. في إثيوبيا، تستطيع الولايات المتحدة أن تبتكر نمطاً جديداً من التواصل الأميركي الإفريقي عبر تقوية اللاعبين الإقليميين، إنه هدف أساسي في ظل زيادة التهديدات المطروحة على المصالح الأميركية حول العالم، كما تتعارض أي مقاربة إقليمية لرسم السياسات في إفريقيا مع التدخلات الأميركية الأحادية في هذه القارة، فعند تطبيق المقاربات بشكلٍ أحادي، غالباً ما تغفل التدخلات نفسها عن الاختلافات القائمة وتفتعل ردوداً غير مقصودة وتترافق مع تكاليف دائمة، وفي غضون ذلك، تؤثر الصراعات الداخلية على المنطقة المحيطة وتزعزع استقرارها في معظم الأوقات، لذا يُفترض أن تطرح أي استراتيجية فاعلة لإخماد الصراع حلاً إقليمياً متوازناً. إذاً تقدّم إثيوبيا فرصة فريدة من نوعها لتقوية المؤسسات الإقليمية وتشجيعها على أداء دور الحَكَم بما يتماشى مع الأهداف والمصالح الاستراتيجية الأميركية، وفي نهاية المطاف، تستطيع المقاربة الإقليمية المناسبة أن تمنح صانعي السياسة مرونة عالمية متزايدة للتعامل مع التحديات التي تُهدد المصالح الأميركية في إفريقيا، تزامناً مع تجنب مخاطر الالتزامات أحادية الجانب.● أندرو لاند ويل تيرنر