وضعت المطالبات الأوكرانية المتكرّرة للحصول على أسلحة أوروبية متطوّرة، الدول الغربية تحت المزيد من الضغوط لإعادة النظر في نهجهم تجاه الحرب على أوكرانيا، خصوصاً مع التقدّم الروسي في الشرق.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن التكتيكات التي خدمت الأوكرانيين جيدا في وقت مبكر من الحرب لم تعد فعّالة عندما تحوّل القتال إلى حرب مفتوحة في دونباس، حيث يعتمد الروس على المدفعية بعيدة المدى.

Ad

وأكدت أنه مع تخطيط قادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا لزيارة كييف، للمرة الأولى منذ بدء الحرب، يتعيّن عليهم وغيرهم من القادة الغربيين اتخاذ قرار بشأن مضاعفة تسليح أوكرانيا أو الضغط بقوة لإجراء مفاوضات مع موسكو لإنهاء الحرب.

وقال إيفان كراستيف، رئيس مركز الاستراتيجيات الليبرالية في بلغاريا، إن أوروبا تشهد انقساما وصراعا بين «حزب العدالة»، الذي يريد رد القوات الروسية ومعاقبتهم، و«حزب السلام»، الذي يريد إنهاء الحرب بسرعة وتقليل الأضرار البشرية والاقتصادية قصيرة المدى.

ويتفق القادة الغربيون على أن قدرة أوكرانيا على مقاومة الغزو الروسي ستعتمد، إلى حد كبير، على مدى السرعة والكميات التي يمكن أن تزودها بلادهم بالأسلحة الثقيلة.

ويخشى المسؤولون الأوروبيون أيضا من الضرر الذي يلحق باقتصاداتهم بسبب التضخم وارتفاع أسعار الطاقة، ومن رد الفعل السياسي المحلي المحتمل. كما أن الكثيرين منهم حريصون على إيجاد طريقة، حتى لو كان وقف النار مؤقتا، لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية وتواجه أجزاء من العالم خطر المجاعة.

من ناحية أخرى، وتعليقا على رحلة المستشار الألماني أولاف شولتس المحتملة إلى كييف، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه لا ينبغي للمستشار أن تقتصر رحلته على التقاط الصور، منتقداً في الوقت نفسه موقف برلين من الصراع في بلاده.

بالتزامن، بدأ، أمس، الرئيس الفرنسي من رومانيا جولة خارجية ستقوده غداً إلى مولدوفا.

وقال قصر الإليزيه إن زيارتي ماكرون تتعلقان بالتهديد الذي يشكله الغزو الروسي لأوكرانيا.

وفي وقت كشفت الاستخبارات البريطانية تقدم القوات الروسية في منطقة خاركييف الأوكرانية، للمرة الاولى منذ أسابيع، عُزلت مدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية في الشرق، أمس، عن سائر أراضي أوكرانيا بعد تدمير آخر جسر يربطها بمناطق أخرى، وذلك بعد يوم من اقرار القوات الأوكرانية بأنها انسحبت من وسط المدينة.

وفي ملفٍ آخر، قالت وزيرة خارجية بريطانية ليز تراس ردّاً على سؤال عما إذا كانت مستعدة لإجراء محادثات مباشرة مع ممثلي «جمهورية دونيتسك» الشعبية الانفصالية، إنها ستفعل كل ما هو ضروري للإفراج عن اثنين من البريطانيين المحكوم عليهما بالإعدام في دونيتسك.

وأضافت: «لقد وعدت أسرهما بأنني سأبذل قصارى جهدي لإطلاقهما، وأفضل طريق هو عبر الأوكرانيين».

وفي 9 يونيو، حكمت «سلطات» دونيتسك بالإعدام على مواطنين بريطانيين وثالث مغربي بعد إدانتهما بارتكاب «أنشطة مرتزقة».

في غضون ذلك، كشفت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، أن نحو 3 آلاف جندي بريطاني يقاتلون إلى جانب القوات المسلحة الأوكرانية من ضمن نحو 20 ألف مرتزق أجنبي.