يمثل القمر سرًا كبيرًا لبني البشر، ومُلهمًا للكثير من الشعراء والمبدعين ومؤلفي الأغاني، ورمزًا للجمال والرومانسية، وترتبط به حكايات وأساطير متوارثة عبر الأجيال منذ قديم الأزل، مما دفع الفنان التشكيلي المصري شادي أديب، لإطلاق العنان لخياله في رسم لوحاتٍ تدور كلها في فلك القمر، وهو عنوان معرضه الجديد «القمر وحكايات أخرى»، الذي افتتح أخيرًا في في قاعة «الباب/ سليم» بساحة المتحف المصري الحديث بدار الأوبرا.

يضم المعرض نحو 50 لوحة في مجال التصوير، تروي حكايات عن القمر وجمالياته وصورته في مخيلة البشر، خصوصاً لدى الأطفال الصغار، والأعمال مقسّمة إلى خمس مجموعات، هي: (الوحدة، الملاك، المركب، العائلة، الموسيقيون)، وجرى إنتاجُها في الفترة بين عامي 2019 و2022. وعلى هامش افتتاحه المعرض، قال رئيس قطاع الفنون التشكيلية الفنان خالد سرور: «إن أعمال شادي أديب في هذا المعرض تأتي في تكوين سلس أقرب إلى التعبير الشعبي البسيط، فكان قادراً على إظهار موضوعاته المرتبطة بحالته الذاتية في إطار جمالي يعتمد الحركة والكتلة والإيقاع وقوة عنصر الخط وجمالياته التي تتجاوز كونه مُحددًا للأشكال، وهذا التعبير بشكل غير متكلف تتناغم خلاله الأبعاد التشكيلية والصياغات اللونية والموضوعات في اللوحات لتسمح بحالة نسبية من التأويل الذي تقود إليه بعض العناصر الموظفة باختزال لإثراء سطح اللوحة بمعانٍ يقود بعضها إلى بعض بوعي شديد، فما إن تصل لمعنى ينفتح إلى معانٍ أخرى، كأنها حلقة منسجمة مع التكوينات الدائرية في الوجوه والتموجات التشكيلية».

Ad

من جانبه، يقول الفنان شادي أديب: «الفكرة في التعبير البسيط عن مشاهد ولحظات متفرقة تحكي قصصاً وحالات في حد ذاتها، وجاءت الشخصية الرئيسة في أغلب الأعمال ممتلئة دائرية الوجه، والذي يعبِّر كما جاء في تحليلات علم النفس عن الشخصية البسيطة، المرحة والقريبة لشخصية الطفل، الذي يسهل عليه التكيف في جميع الأوقات ومع كل الظروف، وفي الوقت ذاته يكون شديد الانفعال والتعلق». وللإشارة فإن الدكتور شادي أديب، مواليد القاهرة عام 1980، تخرج في كلية التربية الفنية بجامعة حلوان (2002)، حصل على الماجستير عام 2009، كما حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة تخصص تصميمات زخرفية عام 2016 من نفس الكلية. وأقام أديب العديد من المعارض الخاصة منذ عام 1999 آخرها معرض «معارف مجردة» – القاهرة (2019)، كما شارك في العديد من المعارض والبيناليات القومية والدولية منذ عام 1996، ونال جوائز عديدة أهمها الجائزة الأولى في مجال التجهيز في الفراغ وفن الكتاب من بينالي كيتو الرابع للفنون – الإكوادور (2012)، والجائزة الكبرى (جداري) في كل من صالون الشباب الـ18 عام 2007، وصالون الشباب الـ 19 عام 2008، وكُرِّم من قبل العديد من المنظمات الدولية الفنية أقربها تكريم بينالي الفنون التراثية السادس بأميركا الجنوبية (2016)، كما شارك في لجان تحكيم للمسابقات والبيناليات المحلية والدولية، وله مقتنيات لدى عدد من المنظمات والمتاحف الدولية.