العملات الرقمية تؤثر على سوق الوظائف

تتسبب بورصات الأصول الرقمية الرئيسية في التخلص من مئات العمال في انعكاس مفاجئ للتوسع السريع في هذه الصناعة، حيث أفسحت سلسلة الأحداث الساخنة التي استمرت عامين في قطاع العملات المشفرة المجال لتراجع هذا السوق.

وبحسب «فاينانشيال تايمز» أعلنت كوين بيز، المدرجة في الولايات المتحدة الثلاثاء عن خطط لتسريح ما يقرب من خُمس قوتها العاملة، والتي تصل إلى أكثر من 1000 شخص، والانضمام إلى قائمة المنافسين بما في ذلك جيميناي Gemini وكريبتو دوت كوم Crypto.com وبلوكفاي BlockFi في خفض عدد الموظفين، حيث أدى تراجع أسعار العملات المشفرة هذا العام إلى خنق نشاط التداول الذي هو شريان الحياة لهذه الصناعة.

ومن جهته، قال جوليان سوير، الرئيس التنفيذي السابق لـ «بيتستامب»: «إذا لم يكن هناك حجم تداول فلا يوجد مال...، يبدو أنه سيكون صعباً لبعض الوقت».

وتراجعت القيمة السوقية لأكبر 500 عملة رقمية في العالم من 3.2 تريليونات دولار في نوفمبر إلى أقل من 1 تريليون دولار هذا الأسبوع، مما أدى إلى القضاء على مكاسب سنوات من العملات الرئيسية مثل البتكوين والإيثر.

ويعكس التراجع انخفاضاً أوسع نطاقاً في الأسواق المالية العالمية، لكنه كان أكثر حدة في فئات الأصول الأكثر مضاربة في وقت تتراجع فيه البنوك المركزية عن التحفيز الذي فرضته في عام 2020. بلغ متوسط أحجام التداول الفوري عبر منصات التشفير الرئيسية حوالي 800 مليار دولار شهرياً من مارس إلى مايو، أي أقل من نصف المستوى لنفس الفترة من عام 2021، وفقًا لحسابات فاينانشيال تايمز القائمة على بيانات كريبتوكومبير CryptoCompare.

المنافسون الذين ازدهروا في السنوات الأخيرة هم أيضًا يمزقون خطط النمو الخاصة بهم. قالت بورصة جيميني لتداول العملات في أوائل يونيو إنها ستسرح 10 في المئة من موظفيها في «ظروف السوق المضطربة» التي قال الأخوان وينكليفوس المؤسسان إنها قد «تستمر لبعض الوقت». في الأيام الأخيرة، قالت Crypto.com أيضًا إنها ستقطع 5 في المئة من قوتها العاملة، حوالي 260 شخصاً، وستقوم منصة إقراض العملات المشفرة BlockFi بالاستغناء عن خمس قوتها العاملة، أي ما يقرب من 170 شخصاً.