فنان مصري يروي حكايات الريف
أسامة ناشد يتجول بفرشاته بين مناطق الجمال في معرض «أماكن»
تفيض لوحات الفنان التشكيلي المصري أسامة ناشد بالجمال المستلهم من روعة وتفرد الطبيعة في بيئة بلاده، وهو ما ترجمه بلغة الريشة والألوان على سطوح لوحاته في معرضه الفني الجديد الذي أقيم أخيراً في قاعة "الباب- سليم" بدار الأوبرا المصرية بعنوان "أماكن".
معرض «أماكن» للفنان التشكيلي المصري أسامة ناشد يأخذ المتلقي في جولة ماتعة تعكس خصوصية الأماكن في مصر، حيث ترصد فرشاته أماكن عديدة في جوف الريف بأجوائه الساحرة، وفي أحضان نهر النيل، ووسط البنايات التي ربما اقتنصتها عيناه في منطقة ذات طابع شعبي بسيط. وتحمل اللوحات رموزاً عديدة بهدف توصيل معنى التغني بجمال البيئة المصرية، حيث تنقل الفنان بفرشاته بين العديد من المناطق الريفية لإبراز روعتها، ولعل أبرز هذه الرموز أبراج الحمام التي تنتشر في إقليم الصعيد والوجه البحري وقرى مصر عموماً، وكذلك المراكب الشراعية والفلوكات الصغيرة ذات المجاديف المرتبطة بحياة الصيادين في النيل، والأشجار المورقة، وغيرها العديد من المشاهد التي تصادفها العين في البيئة المصرية.
لغة الأبيض والأسود
واختار الفنان أن يرسم كل لوحات هذا المعرض بلونين فقط، هما الأبيض والأسود، في دلالة واضحة على أصالة المشاهد التي صاغتها فرشاته، كأنه يروي حكايات من هذه الأماكن بلغة لا يفهمها إلا عشاق الطبيعة، وهو ما لفت إليه رئيس قطاع الفنون التشكيلية، خالد سرور في تعليقه على المعرض، بقوله: «إن الفنان أسامة ناشد أحد الأسماء المتفردة والقليلة حالياً التي تتمسك بالرسم وتقنياته، ويعشق لغة الأبيض والأسود وسحرها المتفجر من تضاد اللونين وتناغم النور مع الظلال».
مشاهد مصرية خالصة
ويشير سرور إلى حالة الإتقان والتميز التي يتميز بها ناشد في إبراز أدق التفاصيل، إذ يتعامل مع اللوحة، وكأنها مسرح لاستعراض موهبته وتمكُّنه من أدواتِه ومن الصورة البصرية التي يُعبِّر عنها.وأضاف سرور: «ينقل لنا ناشد مشاهد مصرية خالصة من قلب الريف وعلى ضفاف النيل ومراسي المراكب بلغة بصرية تُعلن حضور المكان بتفاصيله وغياب الإنسان ليتجاوز الزمن ويؤكد ديمومة هذا المشهد عبر كل زمان عنواناً من عناوين البيئة المصرية الأصيلة، وهي في مجملها مشاهد جمالية بديعة وساحرة».بكالوريوس الفنون الجميلة
يشار إلى أن أسامة وجيه ناشد، من مواليد عام 1962، حصل على بكالوريوس الفنون الجميلة (قسم الغرافيك) عام 1986، وهو عضو نقاية الفنانين التشكيليين، وعمل بديكورات الحفلات في مصر والإمارات العربية المتحدة منذ عام 1991 حتى 1993، وأقام تسعة معارض خاصة، وشارك في العديد من المعارض الجماعية، ونال جوائز وتكريمات خلال مسيرته، أبرزها الجائزة الأولى لتصميم الملصق العام لترينالي مصر الثالث لفن الغرافيك (1997)، وجائزة تصميم ملصق بمناسبة مرور 50 عاماً على إنشاء الأمم المتحدة عام 1996، وله مقتنيات فنية لدى العديد من الأفراد في مصر والخارج، ومقتنيات رسمية بمتحف الفن المصري الحديث وقصور الثقافة.