احتجاجا على ما اعتبروه تعطيلاً لأحكام الدستور وشل الحياة السياسية والعبث بمقدرات الوطن والابتزاز السياسي، وتحت شعار «الاعتصام في بيت الأمة»، نفذ نحو 17 نائبا اعتصاما في باحات المجلس وداخل مكاتبهم البرلمانية ابتداء من انطلاق جلسة أمس التي أقر على أثرها قانون المتقاعدين ومنحة الـ3 آلاف دينار، حيث جاءت ليلتهم الأولى ظلماء وسط انقطاع التيار الكهربائي بالمجلس. وفي وقت انتقد المعتصمون ما وصفوه بالممارسات السيئة الممثلة في اطفاء الكهرباء والأنوار والتكييف عليهم أثناء مبيتهم، نفت أمانة المجلس حدوث ذلك بشكل متعمد، معتبرة أن الانقطاع ناجم عن سياسة الترشيد الإلكترونية.
ولفت المعتصمون إلى ان الأمر لم يقف عند هذا الحد، انما تجاوزه إلى منع دخول المراجعين الى مجلس الأمة بسبب الاعتصام، وهو ما اعتبره النائب عبدالكريم الكندري «تصرفاً غير مستغرب من رئيس المجلس مرزوق الغانم، فهو لم يحترم الدستور واللائحة والأعراف في قاعة عبدالله السالم، لذلك لم ينتظر منك أحد حماية استقلالية مبنى البرلمان ورمزيته كونه بيتاً للشعب».وقال النائب خالد المونس إن «العادة جرت بعدم قطع الكهرباء عن مكاتب النواب في حال وجودهم، وأتذكر جيداً أنني خرجت من مكتبي ليلة استجواب رئيس الوزراء بعد منتصف الليل في وجود الإنارة وكافة الخدمات»، معتبرا أن ما يحدث «اسلوب رخيص وغير مقبول سياسياً وأخلاقياً ودليل على أن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة».بدوره، قال النائب الصيفي الصيفي ان «منع دخول المواطنين إلى مبنى مجلس الأمة وإلغاء تصاريح الزيارة من مكاتب النواب أمر طبيعي ينسجم مع سياسة مرزوق الغانم في تطويع السلطة التشريعية لخدمة رغباته وحرمان الشعب من حقوقه وتحويل مجلس الأمة من مكان معبِّر عن إرادة الشعب الى مبنى يمارس فيه قمع الرأي الآخر.من جهته، خاطب النائب محمد المطير رئيس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد بأن «كل هذا الأمر الذي يحصل الآن هو بسبب قرارك بجلسة الافتتاح الذي خالف الإرادة الشعبية بدعم شخص للرئاسة فاقد للأخلاق والقيم التي جُبِل عليها الشعب الكويتي وعرقلة لجان التحقيق بتجاوزاته وتجاوزات اقربائه في جلسة الافتتاح، وعساك متحسف وحاسس بسوء قرارك ولا مو هامك؟».وقال النائب حسن جوهر: «بعد الفشل الذريع في تحصين وحماية رئيس الوزراء المقال بالأغلبية البرلمانية يأتي الانتقام الرخيص بتعطيل خدمة الإنارة عن مكاتب النواب المعتصمين!»، معقبا: «مستمرون بإذن الله في الانتصار للدستور والمكتسبات الشعبية».في السياق، قال النائب مهند الساير إنه «من منطلق مسؤوليتنا في الحفاظ على إرادة الأمة ومؤسستها التشريعية ومكتسباتها الدستورية اخترنا الاعتصام داخل مكاتبنا في تعبير سلمي وحضاري بعيد عن أي صدام أو حشود شعبية قد تتعرض للأذى، ولكن يأبى رئيس المجلس الا أن يضيف سبباً جديداً لأسباب كثيرة تؤكد أن الكرسي أكبر منه ومن تصرفاته».وكشف النائب أسامة الشاهين انه «تم قطع الأنوار الرئيسية عن مكاتب النواب ودورات المياه وممرات مبنى النواب، ولا يعمل حاليا إلا أنوار الطوارئ والأنوار الجانبية» اما النائب شعيب المويزري فقال ان «الغانم يستخدم حرس المجلس لطرد سكرتارية النواب المعتصمين والصحفيين ويصدر اوامره بمنع العاملين في المجلس من توصيل الوجبات الغذائية التي يطلبها النواب المعتصمون، وتم إطفاء الاضاءة في المكتب والحمام، أجلكم الله، وتشغيل فقط اضاءة الأباجورة والتلفزيون، وهذا مستوى العقليات التي تتحالف معها السلطة».وقال النائب ثامر السويط إن «المجلس حصن الأمة وهو رمز الإرادة الشعبية، واعتصامنا جاء إيمانا بهذه الإرادة واحتكاماً لها، والرئيس الذي يقطع الكهرباء عن المبنى أمس ويمنع اليوم تصاريح دخول الضيوف بشكل يثير الشكوك حول قواه، وسيظل صغيراً أمام قامة الكويت الكبيرة وتطلعات شعبها الحر العظيم».بدوره، قال النائب حمدان العازمي: «بعد إطفاء الإضاءة عن مبنى النواب الآن فصلوا التكييف عن جميع المكاتب، ونقول لرئيس المجلس إن تصرفاتك لن تزيدنا الا اصرارا على الاستمرار في الدفاع عن المكتسبات الدستورية والمطالبة برحيلك». أما النائب احمد مطيع فاعتبر أن «الحكومة تبتزنا وأتت بـ 500 مليون دينار وتقول تريدون منحة المتقاعدين صوتوا على الـ500 مليون، وهذا لم يتم»، مشيرا الى ان الاعتصام النيابي جاء انتصارا للأمة ورفضا لتعطيل احكام الدستور رغم كل الممارسات.
«الأمانة العامة»: انقطاع التيار يتم آلياً للترشيد
قال قطاع الشؤون الهندسية والخدمات في الأمانة العامة لمجلس الأمة ان مبنى صباح الأحمد لأعضاء البرلمان من المباني الذكية المبرمجة على إطفاء الأنوار وتخفيف الأحمال الكهربائية آليا بعد ساعات العمل الرسمية.وأكد القطاع، في بيان أصدره اليوم، أن إطفاء الأنوار وتخفيف الأحمال الكهربائية يتم آليا بالمبنى وهو نظام معمول به منذ افتتاحه عام ٢٠١٦، وذلك التزامًا بتوجيهات وزارة الكهرباء والماء من أجل ترشيد استخدام الطاقة في المباني الذكية.