حفيدة أم كلثوم لا يحق لها مقاضاة دويدار!
زار الشاعر ناصر دويدار أحفاد الفنانة أم كلثوم في قرية طماي الزهايرة بمحافظة الدقهلية؛ لاحتواء الأزمة التي حدثت على خلفية تصريحاته حول كوكب الشرق.
بعد أسبوع من الأزمة التي تعرَّض لها الشاعر المصري ناصر دويدار، عقب تصريحات أدلى بها في ندوة ثقافية أقيمت باتحاد الكتّاب، واعتبرها البعض مسيئة لكوكب الشرق أم كلثوم، يبدو أن مساعي إحدى ورثة الفنانة الراحلة لمقاضاة شاعر العامية المعروف ستذهب هباءً، إذ إن حق تحريك دعاوى قضائية من هذا النوع يقتصر على الورثة من العصب فقط، وهم أحفاد أم كلثوم من شقيقها، بينما حفيدة شقيقتها التي لوحّت بهذه الخطوة لا تملك هذا الحق قانونياً.هذه المفاجأة نمت إلى علم «الجريدة» بعد التواصل مع الكاتب الصحافي أيمن الحكيم، المعروف بعلاقاته الجيدة بنجوم الفن، والذي قام بدور الوسيط بين الورثة المباشرين لأم كلثوم وشاعر العامية ناصر دويدار لإنهاء الأزمة.وتولى الحكيم ترتيب زيارة قام بها دويدار برفقته ومعهم عدد من أعضاء اتحاد الكتَّاب، إلى مسقط رأس سيدة الغناء العربي، في قرية طماي الزهايرة بمحافظة الدقهلية (شمال شرق القاهرة)، حيث يعيش في هذه البلدة الريفية حفيدا شقيقها الراحل «الشيخ خالد»، وهما خالد وعدلي.
وخلال جلسة وديّة، أوضح دويدار للورثة أنه لم يقصد الإساءة لواحدة من ألمع رموز مصر، وأن تصريحاته أسيء فهمها لأنها خرجت إلى «السوشيال ميديا» مجتزأة من سياقها، ومع ذلك كرّر اعتذاره لروح السيدة التي أثرت الفن بأغنياتها الراسخة في وجدان ملايين العرب.وقال دويدار لـ«الجريدة»: «علمتُ من الورثة أن حديثي عن أم كلثوم أغضبهم، وأوضحتُ لهم أن الندوة كانت مدتها نحو ساعة وأن البعض اقتطع أجزاء منها ونشرها عبر مواقع التواصل، فبدا الأمر كأنه هجوم على أم كلثوم، ورغم أنني سبق واعتذرت عن تصريحاتي عقب الندوة، فإنني كرّرت اعتذاري لأسرة الفنانة الراحلة، وبكرمٍ كبير منهم قالوا، إن زيارتي إليهم في بيتهم كافية لإنهاء الأزمة، وأكدوا أنهم لن يتخذوا أي إجراء قانوني ضدي».وفيما يتعلق بالسيدة التي قرّرت اتخاذ خطوة قانونية ضد دويدار، قال أيمن الحكيم، لـ«الجريدة»: «هذه السيدة الفاضلة هي أيضاً من أحفاد أم كلثوم ولكن من شقيقتها التي تُدعى (سيدة)، وهي مقيمة في مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، وهناك محاولات للتواصل معها لإنهاء المشكلة، في إطار الاعتذار وإرضاء كل الأطراف التي تربطها صلة قرابة بكوكب الشرق، رغم أن أحفاد شقيقها خالد هم فقط من يحق لهم قانونياً تحريك دعاوى قضائية من هذا النوع».وكان دويدار شارك في ندوة بعنوان «الأغنية المصرية وجدان أمَّة»، وصف خلالها أم كلثوم بأنها «موالدية» - أي تغني في الموالد الشعبية – وأضاف أن هناك أقاويل تشير إلى أنها تزوجت 11 مرة، لافتاً إلى أن ملامح وجهها لم تكن جميلة لكنها إجمالاً كانت مطربة عبقرية، وأن مصر لم تنجب مثلها في تاريخها. وهي التصريحات التي لم ترُق لعشّاق أم كلثوم، واعتبروها مسيئة. في المقابل، دافع آخرون عن دويدار، خصوصاً أن هناك روايات تشير إلى كثرة زيجات أم كلثوم، كما أن وصفها بـ«الموالدية» قصد به أنها بدأت رحلتها الفنية بالغناء في الأفراح والمناسبات الشعبية، وهي ذاتها كانت تفخر بهذه البدايات.وحصلت «الجريدة» على نسخة ناردة من مقال كتبته أم كلثوم في مجلة «آخر ساعة» المصرية، نُشر بتاريخ 16 يونيو 1948، تحدثت فيه عن بداياتها حين غنت لأول مرة وعمرها ثماني سنوات في بيت مأذون قريتها ولم تتقاضَ أجراً، وفي اليوم التالي، دُعيت في فرح خفيرٍ نظامي في عزبة «الحوال» قرب قريتها، وغنت إلى الصباح، وتقاضت أول أجر في حياتها وكان عشرة قروش.وأضافت: «بعد بخمسة أيام، أقام الحاج يوسف تاجر الغلال، ليلة ودعانا لإحيائها، وغنيتُ في تلك الليلة أغنية: (حسبي الله من جميع الأعادي... وعليه توكلي واعتمادي)، وبقيت أغني من الساعة التاسعة مساءً إلى الثانية صباحاً بغير انقطاع، وكم كان سرورنا عندما دس صاحب الفرح يده في جيبه وأعطانا أجرنا الضخم، وكان في ذلك الوقت 25 قرشاً... سررنا كل السرور، واعتبرنا أنفسنا بهذا المبلغ من الأغنياء»!
صورة ضوئية من مقال أم كلثوم