اعتصام عدد من النواب في مجلس الأمة مستحق، والدولة إذا كانت فيما مضى في حالة إجازة من الاقتصاد والسياسة فهي اليوم في غيبوبة سياسية ولامبالاة اقتصادية؛ فحكومة الخامل من الأمور، على نحو ما أوضح تقرير «الشال»، شغلت ثلث أيام هذا المجلس، ومضى الآن أكثر من شهرين من عمر هذه الحكومة «المؤقتة» وما زالت مستمرة في عملها... وضع غير دستوري رغم أن دستور الدولة مرقع وليس له من حياة غير نصوص مرسومة في كتيب، لم تكترث لها قوانين السلطة وممارستها من منتصف ستينيات القرن الماضي. الحياة السياسية اليوم أتفه من حياتنا الاجتماعية، هي مملة، وضحلة، لا جديد فيها يَعِد الناس بأمل قادم أو تغيير يحرك مياه هذا المستنقع السياسي – الاقتصادي، حياة الناس أضحت محصورة في عبارات مثل: متى أتسلم الراتب والمعاش؟ ومتى يصرفون منحة المتقاعدين؟ ومتي نتمشى في المولات أو نذهب للشاليه؟ (وهذه الأخيرة قاصرة على أصحاب الحظ السعيد).
هل سيأتي اعتصام النواب بنتيجة؟ هل سيفرض واقعاً سياسياً مغايراً ويعجل بخلق حكومة جديدة برئاسة شاب جريء من الأسرة الحاكمة (أو شعبي وهذه كلمة غير واردة في قاموس السلطة) يملك رؤية للغد وتحدياته، ويقرأ واقع الدولة تعليمياً واقتصادياً وسياسياً بعين ثاقبة، ولا يخضع لتراتبية الاختيار التي تعودت عليها السلطة، ولا تملى عليه شروط سلطوية تحد من قدراته في حسم الأمور، أو يكترث مع وزرائه لتفاهات ثقافة «نمى إلى علمي» حين تغرق الإدارة في سخافات أسئلة برلمانية تقليدية مستهلكة مثل وضع تمثال إعلاني بسوق تجاري، ولماذا النساء يلعبن رياضة؟! هل سيعود هذا المجلس إلى العمل بالنهج ذاته ويمكنه أن يفكك رموز التقلبات السياسية الخطيرة التي تجتاح عالم اليوم أم سيظل يحسب أن الدولة جزيرة تحيا فوق المريخ لا شأن لها بكل ما يحدث حولنا؟! كيف ستنتهي الأمور؟... أتمنى ألا تنتهي بنقطة وأكتب من أول السطر... يارب لا تغير علينا!
أخر كلام
هل سننتهي بشيء؟
16-06-2022