تمسكت حكومة رئيس الوزراء البريطاني المحافظ بوريس جونسون بخطتها لترحيل آلاف اللاجئين الذين يصلون البلاد عبر بحر «المانش»، إلى رواندا، بعد أن أوقفت طعونٌ قانونية الرحلة الأولى قبل دقائق من الموعد المقرر لمغادرتها المملكة المتحدة.

ومُنعت الطائرة من الإقلاع من مطار عسكري في ويلتشير، بعد حكم أصدرته المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.

Ad

وقالت هذه المحكمة ومقرها في ستراسبورغ، وهي جزء من مجلس أوروبا، الذي لا تزال بريطانيا عضواً فيه إن لاجئاً عراقياً يواجه «خطراً حقيقياً بإلحاق ضرر لا رجعة فيه به»، وأمرت بتأجيل إبعاده إلى أن يدرس القضاء البريطاني شرعية خطة الحكومة في يوليو المقبل.

على متن الرحلة التالية

وفي وقت رحبت جمعيات ومنظمات داعمة للاجئين بهذه النتيجة ومن بينها «مجلس اللاجئين» (ريفيوجي كاونسل)، أصرت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل على أن الحكومة لن تغير سياستها، مؤكدة أن العديد من الذين تقرر إبعادهم من الرحلة سيوضعون على متن الرحلة التالية.

وانتقدت الوزيرة المحكمة الاوروبية، وقالت إنه «من المدهش جداً» أن المحكمة الأوروبية تدخلت بعد أن سمحت المحاكم الوطنية للحكومة بالمضي قدماً في الرحلات الجوية. وأكدت أنه «لا يمكن أن تثبط عزيمتنا عن فعل الصواب وتنفيذ خططنا للسيطرة على حدود بلادنا»، موضحة أن الفريق القانوني للحكومة «يراجع كل قرار اتخذ بشأن هذه الرحلة والاستعداد للرحلة التالية يبدأ الآن».

وكتبت صحيفة «تلغراف» اليومية المحافظة أن الحكومة قد تعيد النظر في تبنيها المعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان لتتمكن من تنفيذ استراتيجيتها.

من ناحيتها، أكدت الحكومة الرواندية، أنها ما زالت ملتزمة باتفاقها مع بريطانيا. وقالت المتحدثة باسمها، يولاند ماكولو: «رواندا مستعدة لاستقبال المهاجرين عند وصولهم وستوفر لهم الأمان والفرص».

وأضافت: «هذه التطورات لن تثبط عزيمتنا. رواندا ما زالت ملتزمة بالكامل العمل على إنجاح هذه الشراكة»، معتبرة أن «الوضع الحالي الذي يتمثل بقيام أشخاص برحلات خطيرة لا يمكن أن يستمر لأنه يسبب آلاماً لا توصف لعدد كبير من الأشخاص». وبموجب الاتفاق مع كيغالي، ستمول لندن مبدئياً الخطة بمبلغ قد يصل إلى 120 مليون جنيه إسترليني (140 مليون يورو).

نكسة لجونسون

وفي وقت سابق، وصف زعماء كنيسة إنكلترا (الأنغليكانية) خطة الحكومة بأنها «سياسة غير أخلاقية وتخالف المبادئ المسيحية» كما عدها الأمير تشارلز «مروعة». لكن جونسون، أصر على إن الحكومة لن «تُردع أو تُحرج».

واعتبر فشل الرحلة الأولى نكسة لرئيس الوزراء الذي يحاول استعادة سلطته بعدما أفلت من تصويت بحجب الثقة عنه من المحافظين الذين تلقى الخطة شعبية لديهم. وتحدثت صحيفتا «مترو» و«ديلي ميرور» عن «مهزلة قاسية»، بينما علقت صحيفة «ذي غارديان» اليسارية على «الفوضى» التي أحدثتها.

ومنذ بداية العام، عبر أكثر من 10 آلاف مهاجر غير قانوني بحر المانش للوصول إلى الشواطئ البريطانية في قوارب صغيرة. ويشكل ذلك ارتفاعاً قياسياً بالمقارنة مع السنوات السابقة. وقد وصل المئات منهم في الأيام الأخيرة.