أكد وزير خارجية أوزبكستان فلاديمير نوروف، أن «منظمة شنغهاي للتعاون» التي تترأسها بلاده حالياً، رغم أنها واحدة من المنظمات الدولية الأصغر سناً ولكنها قطعت في فترة زمنية قصيرة نسبياً شوطاً طويلاً في التنمية، وأصبحت عنصراً لا يتجزأ من السياق السياسي والاقتصادي العالمي.وفي مقابلة مع وكالة «دنيا» الأوزبكية للأنباء، أوضح نوروف أن «منظمة شنغهاي والتي يبلغ عددها 21 دولة، هي أكبر منظمة إقليمية في العالم، إذ تتجاوز المساحة الإجمالية للدول الأعضاء فيها 34 مليون كيلومتر مربع، أي أكثر من 60% من أراضي القارة الأوراسية، كما يبلغ إجمالي عدد سكان دول منظمة شنغهاي 3.2 مليار نسمة، أي نحو نصف سكان العالم، وتضم المنظمة 8 أعضاء دائمين و4 دول مراقبة و 9 شركاء حوار».
وأشار إلى أن «التوسع المستمر لشبكة المنظمات الشريكة لها - الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، ورابطة دول جنوب شرق آسيا، ورابطة الدول المستقلة، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وCICA، ومنظمة التعاون الاقتصادي - يساهم في زيادة السلطة الدولية لمنظمة شنغهاي للتعاون، كما تجري العلاقات مع جامعة الدول العربية وعدد من الهياكل المتعددة الطرف الأخرى».وقال نوروف «اليوم، تعتبر دول منظمة شنغهاي للتعاون مكتفية ذاتياً من حيث وجود احتياطيات ضخمة من المواد الخام والمنتجات المصنعة والعمالة الماهرة ورأس المال البشري والإمكانات التكنولوجية، ويبلغ الحجم الإجمالي لاقتصاديات الدول أعضائها نحو 20 تريليون دولار أميركي، وهو ما يزيد 13 مرة عمّا كان عليه عندما تم إنشاؤها».وقال وزير خارجية أوزبكستان أن «المنظمة تتمتع بإمكانيات هائلة في مجال النقل والعبور في سياق تنويع سلاسل التوريد العالمية، ويكتسب إنشاء ممرات سكك حديدية وطرق دولية جديدة في أوراسيا على طول اتجاهات الشرق والغرب والشمال والجنوب بُعداً استراتيجياً»، مؤكداً أنه «يجب ألا ننسى أن منظمة شنغهاي منصة واعدة لتعزيز الحوار بين الحضارات والتعاون الثقافي والإنساني».
تعزيز العلاقات
وفيما يتعلّق بدور المنظمة في تعزيز العلاقات في آسيا الوسطى، أوضح نوروف أن «وجود المنظمة يرجع في المقام الأول، إلى ظهور وضع جديد في آسيا الوسطى بعد انهيار النظام الثنائي القطب في نهاية القرن العشرين، عندما كان العالم يدخل قرناً جديداً بمشاكل معقدة وعواقب لا يمكن التنبؤ به، فكان ظهور منظمة شنغهاي نتيجة مباشرة للجهود المبذولة لضمان الاستقرار والأمن في آسيا الوسطى، واليوم، هناك مساهمة كبيرة من منظمة شنغهاي في الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة»، مشيراً إلى أن «منظمة شنغهاي للتعاون تجري بشكل منتظم تدريبات لمكافحة الإرهاب، بما في ذلك تلك التي تهدف إلى تحديد وقمع استخدام الإنترنت لأغراض إرهابية ومتطرفة وانفصالية، إضافة إلى عملية الشبكة الدولية لمكافحة المخدرات».أما في شأن بالتعاون بين بلاده والمنظمة، قال وزير الخارجية الأوزبكي، أنه «في هيكل الدبلوماسية المتعددة الطرف لأوزبكستان، فإن منظمة شنغهاي تحتل مكانة خاصة بسبب نقطتين أساسيتين:أولاً، بلدنا، وعلى الرغم من عدم مشاركته في ما يسمى بـ «شنغهاي 5» التي تم إنشاؤها في منتصف التسعينيات لحل القضايا الحدودية بين الصين وعدد من دول ما بعد الاتحاد السوفياتي (روسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان)، نظراً لأهميتها الإقليمية، فقد لعبت دوراً مهماً للغاية في تحويل منصة الحوار المذكورة إلى منظمة كاملة».ثانياً، بصفتها إحدى الدول الست المؤسسة لمنظمة شنغهاي للتعاون، قامت أوزبكستان بدور مباشر ونشط في تطوير المبادئ الأساسية والوثائق التأسيسية للمنظمة، فضلاً عن إنشاء وتطوير مؤسساتها.وتابع «في نظام أولويات السياسة الخارجية لأوزبكستان الجديدة، أصبح الطلب على منظمة شنغهاي للتعاون أكثر من أي وقت مضى كمنصة متعددة الطرف لتنفيذ مسار مفتوح وعملي وموجه نحو تعاون واسع ومفيد للطرفين، وبالتالي، فإن الاستراتيجية الحديثة لبلدنا فيما يتعلق بمنظمة شنغهاي تستند إلى مبادئ أساسية مثل المبادرة، والبناء، والبراغماتية، والانفتاح على التعاون».وقال أنه «بين عامي 2017 و2021، طرح رئيس دولتنا شوكت ميرزاييف نحو 50 مبادرة مهمة وذات صلة في قمم منظمة شنغهاي للتعاون، والأهم من ذلك، يتم تنفيذ هذه المقترحات باستمرار في إطار خرائط الطريق والوثائق التنظيمية والمفاهيمية لمنظمة شنغهاي، وكذلك في شكل آليات جديدة للتعاون متعدد الأطراف، وعلاوة على ذلك، أظهر رئيس أوزبكستان في خطابه الرئيسي في قمة دوشنبي العام الماضي بوضوح الىخط المبادرة والانفتاح، حيث قدم أولويات الرئاسة الأوزبكية في منظمة شنغهاي للتعاون، وبينما تعكس هذه المبادرات المهام الرئيسية للتنمية الداخلية لبلدنا ومصالحها في مجال التعاون الدولي، فانها نجحت في دمج أهداف وغايات منظمة شنغهاي للتعاون في مرحلة جديدة من تطورها».رئاسة أوزبكستان
وعن مهام ومبادرات رئاسة بلاده في المنظمة، أكد نوروف أن بلاده تعتزم مع الشركاء، استخدام قدرات المنظمة لتسريع التنفيذ العملي لنظام ممرات النقل، مثل أوزبكستان - قيرغيزستان - الصين، ترميز - مزاري - شريف - كابول - بيشاور، انزو - كشغر - اركشتام - أوش - انديجان - طشقند - ماري والطرق الأخرى التي تكتسب في الظروف الجيو-اقتصادية الحالية طابعاً إستراتيجياً خاصاً، مشيراً إلى أن «استراتيجية الترابط التي اقترحتها أوزبكستان في منظمة شنغهاي للتعاون تُساهم أيضاً في إحياء الدور الاقتصادي والعبور الفريد لأفغانستان في منطقة أوراسيا بأكملها، ولا شك في أن أفغانستان عامل رئيسي في ضمان الأمن والاستقرار على المدى الطويل في المنطقة، رغم عدم اهتمام المجتمع الدولي بأفغانستان».وعن الاستعدادات لاستضافة أوزبكستان هذا العام لقمة رؤساء الدول الأعضاء في المنظمة في سمرقند، أكد أنه يتم الإعداد لحزمة قوية من الوثائق القانونية والمفاهيمية الجديدة المصممة لتحقيق تفاعل متعدد الأوجه داخل المنظمة، كما سيناقش رؤساء الدول التحديات والمهام الجديدة التي تواجه المنظمة في ضوء التحوّل العميق للعلاقات الدولية الحديثة، وسيتخذون عدداً من القرارات المهمة التي ستكون ذات أهمية تاريخية بالنسبة لـ «المزيد من تطور المنظمة».وأشار إلى أنه «من القضايا الرئيسية على جدول أعمال اجتماع القمة التوسيع الإضافي لمنظمة شنغهاي للتعاون، وطلب إيران من أجل الحصول على وضع دولة عضو في منظمة شنغهاي للتعاون جاهز بالفعل للتوقيع، وستفتح الوثيقة الطريق عملياً أمام العضوية الكاملة لهذا البلد الشرق أوسطي الكبير في منظمتنا».وتابع «إضافة إلى ذلك، سيتم النظر في الطلبات المقدمة من نحو 10 دول أخرى للمشاركة في أنشطة المنظمة في شكل أعضاء كاملي العضوية ومراقبين وشركاء في الحوار».