شوشرة: فنجان السلطتين
في ظل استمرار التطورات العالمية والأحداث المتخبطة وتحرك المياه الراكدة بين الفينة والأخرى والمخاوف من أزمة الأمن الغذائي وغيرها من المستجدات التي تطل برأسها مع تدفق براكين المفاجآت غير المتوقعة، ما زلنا نسبح عكس التيار، والتعامل يتم كردة فعل مع الوضع السائد دون أن يكون هناك بُعد نظر لبعض المسؤولين في الحكومة ممن يفترض أن تكون لديهم إدارة مختصة تتدارس التطورات وما يتبعها من آثار، خصوصا أن البلدان المتطورة لديها أجهزة رصد وقياس للتعامل مع أي حدث قبل تفجر الأوضاع أو الدخول في أزمات طارئة، ورغم مطالبات البعض المستمرة بإنشاء جهاز لإدارة الأزمات والكوارث يضم نخبة من المختصين فإنه لم يُلتفت لذلك رغم أهمية هذا الجهاز ودوره الفاعل بعيداً عن مركزية البعض وتعقيدات مرضى المناصب.في أكثر من حدث ومع استمرار التطورات والأوبئة ما زلنا نتخبط بين تكهنات من يدّعون تميزهم غير المسبوق في متابعة مجريات الأحداث، ودوامة تصفية الحسابات النيابية-الحكومية التي أصبحت لعنة ترافقنا كلما سكنت الأرواح وهدأت العقول من ضجيج الأصوات التي تصدح لتعطيل أي أعمال تعالج أوضاعنا، ورغم استمرار المد في الشواطئ الملتهبة وجرفه أرواح الضحايا فإن بعض فقهاء السياسة يغردون كالعادة خارج السرب لأهدافهم المكشوفة والمعروفة، فإحياء أجهزة مختصة لخدمة البلد خارج اهتماماتهم.وإنشاء جهاز مستقل لإدارة الأزمات والكوارث أصبح ضرورة وواقعا لا بد منه، فعلى الحكومة والمجلس تبني هذا الأمر بصورة عاجلة، دون انتظار تطورات وأحداث أصعب لكي نتعامل معها باستحياء شديد؛ خصوصاً أن التحذيرات العالمية من قضية أزمة الأمن الغذائي أصبحت أمراً معلنا، فضلا عن التنبؤ بأزمات أخرى بينها المياه واشتعال النيران بين بعض الدول التي لا تهدأ، لا سيما أن مخلفات «كورونا» والحرب الروسية-الأوكرانية خير دليل على ذلك، وما أحدثته وستحدثه من تداعيات سينعكس سلبا على الدول الأخرى التي أصبحت لا تبالي بعمليات التصدير بقدر الحفاظ على منتجات شعوبها تخوفا من المستقبل وما يخبئه، كما يجب على المختصين في مجال إدارة الأزمات والكوارث أن يبادروا في طرح هذه الفكرة لتتحقق على أرض الواقع لأن أعضاء السلطتين لا يزالون يخلدون في نومهم العميق وأحلامهم حول من سينتصر على الآخر.
آخر السطر:إلى أعضاء السلطتين حتى لا تعاني وسائدكم من أحلام اليقظة: ارتشفوا فنجان قهوة يساعدكم في الصحوة وإنشاء جهاز قد يتنبأ بما سنصحو عليه من صدامات متوقعة بينكم، وتعطيل مستمر لمصالح الناس، وتكسبات على عينك يا تاجر.