قبل نحو شهر من زيارة مرتقبة يقوم بها الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط تشمل إسرائيل، والسعودية حيث من المقرر أن تعقد قمة أميركية - خليجية بحضور عربي، أبلغ مسؤولون أميركيون أعضاء بـ «الكونغرس» خلال إحاطة سرية في مجلس الشيوخ أن واشنطن تدرس تفعيل الخطة «ب» ضد طهران مع تضاؤل آمال نجاح المسار الدبلوماسي الرامي لاحتواء خطر برنامجها النووي. وأوضح المسؤولون، بحسب صحيفة «بوليتكو»، أن إدارة الرئيس الأميركي الديموقراطي ستكثف العقوبات على إيران إذا لزم الأمر.
وجاءت هذه التأكيدات في وقت يضغط المشرعون في الحزبين، الديموقراطي والجمهوري، على إدارة بايدن لصياغة خطة احتياطية يمكن أن تمنع إيران من أن تصبح قوة نووية.وناقش أعضاء «الشيوخ» الذين حضروا الإفادة، مع المبعوث الخاص روب مالي، مجموعة من الخطوات التالية المحتملة لسياسة الولايات المتحدة تجاه إيران، من مواصلة البحث عن حل دبلوماسي إلى فرض عقوبات جديدة وخلق تحالف مع الشركاء في المنطقة لمواجهة طهران. وأشار رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بوب مينينديز إلى عدم وجود محادثات في ظل توقف المفاوضات بفيينا منذ منتصف مارس الماضي. وعندما سئل، عقب الإحاطة، عما إذا كانت الإدارة تدرس اتخاذ إجراءات عقابية إضافية كوسيلة لكبح البرنامج النووي الإيراني، أجاب مينينديز: «سأبقى على اطلاع».وأشار مينينديز، الذي عارض اتفاق إدارة باراك أوباما، عام 2015، علناً إلى أن إيران «لديها الآن ما يكفي من اليورانيوم لإنتاج سلاح نووي»، وحث البيت الأبيض على الاعتراف بأن العودة إلى الاتفاقية الأصلية لم تعد أفضل طريق.لكن السيناتور الجمهوري تود يونغ رأى أنه ليس هناك الكثير من الوضوح بشأن الخطة «ب»، ولا يوجد الكثير من الخيارات.من جانبه، قال نائب رئيس لجنة المخابرات السيناتور الجمهوري ماركو روبيو عن إحياء اتفاقية عام 2015: «لا أعتقد أنها ستحقق النتائج التي يؤمنون بها، وكل ما تسعى إليه إيران هو تخفيف العقوبات على المدى القصير حتى يتمكنوا من استثمار المزيد من الأموال في قدراتهم العسكرية وليس فقط برنامجهم النووي».
دعوة وتعويل
ويأتي ذلك في وقت بدأت السعودية توجيه الدعوات لزعماء المنطقة من أجل حضور القمة الخليجية التي سيحضرها في وقت لاحق الرئيس الأميركي وقادة مصر والأردن والعراق. وتسلم عدد من قادة الدول الخليجية الدعوات السعودية بالفعل.إلى ذلك، أكدت مصادر سعودية موثوقة أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز سيبدأ الأسبوع المقبل جولةتشمل الأردن ومصر وتركيا قبل زيارة بايدن.وأوضحت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية، أن ولي العهد السعودي سيبحث خلال الجولة عدداً من القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمها الملف النووي الإيراني، والجهود المبذولة على صعيد إنهاء الحرب في اليمن، وانعكاسات الحرب الروسية - الأوكرانية على المنطقة، وتعزيز العلاقات في شتى المجالات بين هذه الدول والرياض، إلى جانب توقيع اتفاقيات متعلقة بالطاقة والتجارة.وأضافت أن الأمير محمد سيناقش أيضاً خلال زيارته للقاهرة وعمان تنسيق مواقف الدول الثلاث خلال قمة جدة الشهر المقبل مع الرئيس الأميركي جو بايدن، التي دعا إليها الملك سلمان، وتضم قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.وتعول إدارة بايدن على أول زيارة له إلى السعودية من أجل إذابة الجليد في العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين وتحقيق دفع على عدة صعد من بينها احتواء أسعار الطاقة المتصاعدة والتنسيق الأمني الإقليمي والسلام. وستمثل زيارة بايدن المرتقبة للرياض اعترافاً بضرورة ضبط معاملة الدولة النفطية القوية من أجل إفساح المجال أمام حلحلة العديد من القضايا العالقة خاصة في ظل سعي البيت الأبيض للانتصار على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمعركة أوكرانيا.وكشف البيت الأبيض، الثلاثاء الماضي، في بيان أن بايدن سيبدأ جولته في المنطقة بزيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية ثم يتوجه إلى السعودية حيث سيشارك في اجتماع بمدينة جدة يضم قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى جانب مصر والأردن والعراق. وأشار البيت الأبيض إلى أن زيارته للسعودية تأتي بدعوة من الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأنه عبر عن تقديره له وتطلعه إلى «الزيارة المهم» التي يتوقع أن تدفع مسار انخراط الرياض بـ «دور بناء في السياسة الإقليمية بما يشمل العراق وإسرائيل».وتتوقع أوساط أن تثير الزيارة جدلاً لأن بايدن سينتقل في طائرة تقله مباشرة من إسرائيل إلى جدة، وسيكون أول رئيس أميركي يصل إلى بلد عربي لا يقيم علاقات مع الدولة العبرية منطلقاً منها. وتحاول إدارة بايدن الآن التوسط في اتفاق بين البلدين يسمح برحلات تجارية إضافية من وإلى إسرائيل للطيران عبر المجال الجوي السعودي. في غضون ذلك، وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ونظيره المغربي ناصر بوريطة، عقب محادثات ثنائية في الرباط، على «التوافق التام والتنسيق الدائم والمستمر بشأن القضايا الإقليمية والدولية». وأكد بوريطة أن الرباط تتضامن بشكل مطلق مع أمن السعودية، وتقف مع المملكة في كل إجراءاتها لحماية أمنها واستقرارها.الإمارات وإسرائيل
في هذه الأثناء، ذكر الأكاديمي الإماراتي المقرب من دوائر القرار عبدالخالق عبدالله أن الإمارات وأميركا على وشك توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية ودفاعية شاملة وملزمة وفق مواصفات إماراتية لم تحصل عليها أي دولة في المنطقة حتى الآن. من جانب آخر، تستعد المستويات الأمنية في إسرائيل لإطلاع الرئيس الأميركي خلال زيارته المرتقبة على مشروع نظام «اعتراض الليزر» الذي تطوره للتصدي للصواريخ والمسيرات الإيرانية مع السعي لمطالبته بتمويله ضمن خطوات لبناء تعاون عسكري إقليمي مع دول عربية.