بعيداً عن معركة المنحة التي وضعت أوزارها بسلام ولم يبقَ إلا أن يغير شعيب بيجامته وتدخل الأموال في أرصدة المتقاعدين حلالاً زلالاً، وينطوي بعدها الملف لينضم إلى إخوته في الدرج الكبير لملفات التخبط والارتباك وسوء الإدارة المزمن.إلا أنه من جهة أخرى، لا يمكننا التغاضي مهما حاولنا ذلك عن لهجة الاستعلاء والتمنن التي كان يتحدث بها بعض المتقاعدين عن أنفسهم وتاريخهم الوظيفي طوال مدة الحملة التسويقية للمنحة، يدفعهم نحو ذلك شعور مطمئن بالاستحقاق والتفوق الأخلاقي، فيشعرك بعض المتقاعدين حين يتحدثون أن التقاعد في حد ذاته إنجاز كبير يستحق التكريم والتخليد، وليس مجرد محطة سيصل إليها الجميع في نهاية مشوارهم العملي والوظيفي، متناسين في الوقت ذاته أن تضخيم الدور وتكرار مقولة أنهم بناة الكويت يجعلهم شركاء أساسيين لما وصلت إليه الكويت اليوم من حالة التردي والتراجع بفضل ما صنعت أيديهم الكريمة حين كانوا على رأس عملهم، ثم إن ادعاء البناء والتأسيس قد يُقبل من قدامى الموظفين والمتقاعدين ممن شاركوا في بناء المؤسسات وترسيخها في الستينيات وبداية السبعينيات مثلاً، وليس ممن توظف بعد الغزو وتقاعد مع سقوط صدام، وما بينهما إجازات ومرضيات وعرضيات أكثر من أيام العمل، فضلاً عن أن المتقاعدين حالهم حال بقية البشر والموظفين، فمنهم الصالح ومنهم الفاسد والمتقاعس والمتمارض والغائب والبصام، ولا يهون الرفاق المتناثرين بالمجمعات التجارية بطول البلاد وعرضها.
فهدئ من روعك عزيزي المتقاعد، وغض الطرف فقد كنت موظفاً بالكويت فلا «ناسا» بلغت ولا «أياتا»، ولا تصدق أنك طبقة فوق الطبقات أو إنسان مميز أكثر من اللازم، فالمنحة ستطير مثلما طار غيرها، لكن ما أخشاه هو أن الشعور الكاذب بالأهمية والاستحقاق سيبقى ملاصقاً لك مدى الحياة ليزعجك بعد ذلك الإحساس بالحسرة والخذلان وعدم التقدير في وطنك رغم أنك لم تفعل إلا عملك الواجب عليك، فقد عملت واجتهدت مقابل أجر، ولك منا جزيل الشكر والثناء والتقدير لكن بدون مزايدات وخداع للذات قبل الآخرين، ولا تكرر علينا رجاءً أن المنحة لا تلبي طموحاتك، فلو كان لديك طموح أساساً لما تقاعدت مبكراً.وبالعافية عليكم الـ 3000.
أخر كلام
نقطة: ما أذيتونا ويا المتقاعدين؟!
17-06-2022